فاصلة : ((يفضّل البعض مجاملة كاذبة على نقد مخلص)) - حكمة لاتينية - ماذا لو انتقدت أحد أصدقائك... انتقدت عمله وليس ذاته، سوف يغضب ويتهمك بأي اتهام عشوائي أوسيكتم اعتراضه ويغضب منك، وربما تكون هذه الحادثة شرخاً في علاقتكما.. من النادر أن يتفهم البعض حيثيات النقد وأن يستفيد منه في جو من الحرية!! هذا الحلم المفقود في العالم العربي حيث يجد الفرد نفسه تحت وطأة التحذيرات من مواجهة الآخر في حال انتقده. منذ الطفولة يتعلم الطفل العربي أنه معرض للنقد من خلال آراء والديه ومن حوله رأي الآخرين مهم لأنه ضمن مجموعة من اللبنات تسهم في تكوين الذات، من هنا تتشكل رؤيتنا عن أنفسنا من خلال ما نقوله ويقوله الآخرون عنا. ولذلك من الخطورة أن نردد صفات الأطفال السلبية على مسامعهم ولا نسمح لهم بالتعبير بالرفض أو القبول.. من هنا يتعلم الطفل أن يقبل رأي الآخر وإن لم يعجبه، فهو الأضعف وحين يكبر يبتكر الأساليب الدفاعية "العدوانية" لمواجهة النقد لأنه لم يتح له في طفولته مناقشة رأي الآخر به ، وتكمل المدرسة ما أسسه المنزل. إذن فما نتاج هذه المرحلة سوى شاب أو شابة تتحسس من النقد وتخاف تقييم الآخرين لأن الثقة بالذات لم تكن لتتكون في مثل هذه البيئة التسلطية. فماذا عن جيل اليوم ألم نتغير كآباء؟ ألم تتغير المدارس والطلاب ووسائل الإعلام؟ ألم ينتشر في الجو شيء من فيروسات الحرية؟ هل تغير شيء أم مازال أولادنا يتحسسون من النقد؟ هذا سؤال كبير نحن مسئولون عن إجابته.