إطلالة فضائية سعودية راقية ،نسج عناوينها باقتدار وباحترافية المتميز سعود الدوسري عبر قناة ال MBC من خلال برنامج " نقطة تحول " ، احترافيته التي صقلتها خبرته في تقديم البرامج بداية من أذن المستمعين ووصولا لعيونهم ،كانت حاضرة وبشكل متقن وبأسلوب برامجي غير تقليدي !! شخصيا أنا فخور جدا بنقطة التحول الكبيرة للأخ سعود لعدة عوامل من ضمنها الجانب الشخصي ولكن من أهمها وبكل معاني الوطنية انه" سعودي" باشراقة عربية متعددة المميزات ، فالأمر ليس مجرد مشاهدة إعلامي سعودي ينجح فضائيا لأننا تجاوزنا هذه المرحلة كثيرا والنماذج متعددة ولا تخفى على الجميع ، ولكن مع سعود الأمر مختلف من وجهة نظري كليا ، لان تجربته الإعلامية منذ بداياتها مرت بمراحل كادت ان تجعله في زمن النسيان ومجرد إعلامي " طل" وغاب !!..خصوصا انه بدأ كنجم عبر المذياع من خلال أثير الMBC-FM من لندن وانتقل للتلفزيون، ولكن فجأة وحسب ظروف لا تخفى على الكثيرين ، كادت ان تغتال موهبته وغادر mbc واستفادت من قدراته الإعلامية قبل موهبته البرامجية شبكة اوربت!! بعدان اختفى سعود إعلاميا في الفترة الأخيرة عدة شهور ،الكل تساءل ماذا سيقدم في زمن فضائي استحوذ عليه "نيشان وزملائه "، ما الجديد الذي سيضيفه بدون تقليدية ، أسئلة طبيعية وواردة كون قناة MBCسعودية والكل سيعتبر إنها ستجامله كسعودي ونتائج هذه المجاملة ستكون واضحة ، ولكن الواقع كان غير ذلك ، لان الاحترافية التي ظهر بها البرنامج لم تكن تقليدية فخبرة المقدم وعلاقاته مع المتميزين ظهرت وعدم التكلف والاختصار والتنوع كانت سمة واضحة بالبرنامج ،والتقبل لإطلالة سعود وهدوءه وثقته وأسلوب حواره كانت السمة الأبرز في " نقطة تحول". كان الشيخ سلمان العودة متجردا من اللغة الإعلامية الدبلوماسية ،عندما تحدث عن مفهوم "العصا والجزرة" أثناء فترة سجنه ، وشاهدنا بدهشة، شخص يتلذذ بحبسه وأهمية تلك المرحلة في حياته ، كان سعود يحاوره بأسئلة تلقائية وليس بحوار ممل وغير مستساغ ، الأمير بدر بن عبدالمحسن ابتعد عن حوار المجاملات وأكد انه وبكل نرجسية راقية أضاف للأغنية لدينا مفهوما جديدا على الكلمة التقليدية التي كانت معتمدة على العيون الوساع وخلافها ، وهذه الجزئية الهامة من الحوار ، اعتبرها شخصيا "نقطة تحول" هامة أعلنها البدر بعد مسيرة تاريخية ناجحة في سماء الكلمة الغنائية التي توشحت بأسلوب الرحابنة ولكن بصفات بيئية قاسية ،ليست تحت ضفاف شجر الأرز أو على مرتفعات ثلوج فاريا ، وإنما مزدانة بقسوة " جمر الغضى" والتواصل بالرسايل و"خصلات الشعر" ورقة " الرياض"، لم يقتصر برنامج "نقطة تحول" على السعوديين فقط وإنما تستمتع أكثر وأنت تعيش مشاهدة تفاصيل حياة النجم السوري جمال سليمان وتبتسم لطريقة زواجه من ابنة الوزير، تفاصيل عديدة من الممكن للمشاهد التقاطها والحديث عنها بإسهاب لجودة ما يشاهده وما يقدم له. التعصب للسعوديين من ذوي الكفاءات الإعلامية، اعتبره أمرا طبيعيا ، ولكن الأمر الذي يحزنني كثيرا أن قنواتنا السعودية الرسمية لازالت غارقة بالتقليدية في برامجها ومذيعيها، إلا من رحم ربي ،فنحن نحتاج إلى أكثر من سعود الدوسري ، فهل أنا متعصب "بأحلامي" ،نعم، لان نجاح ابن بلدي أمتعني كثيرا على جميع المستويات، وليس هناك مجال في المجاملة في احتفاليتي بسعود، لان سعود كان حاضرا مع كتاباتي وبنجاح منذ سنوات عديدة !!