انطلق العام الدراسي الجديد 1430/1431ه للمرحلتين المتوسطة والثانوية أمس السبت وسط تفاؤل وإقبال كبيرين من الطلاب و أولياء أمورهم وسط كثافة الاستعدادات من الإدارات في تعليم المناطق لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير. وكانت "الرياض" قد قامت بجولة على عدد من مدارس منطقة القصيم، فوجدت الطلاب قد باشروا يوما متميزا دون مخاوف، حيث امتلأت الفصول وساحات المدارس، كما شهد اليوم الأول تنفيذ برامج تعريفية وتوعوية بالعدوى والجوانب الاحترازية والوقائية الواجب اتخاذها من قبل الطلبة والمعلمين والإداريين داخل المدارس وطرق التعامل مع الحالات المشتبهة، وقد ساهم في تنفيذ هذه البرامج التوعوية عدد من منسوبي مستشفى القصيم الوطني والذي قدم عدداً من الوسائل التوضيحية، كما شارك مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم فهد بن عبدالعزيز الأحمد بالمساهمة في البرامج التوعوية والحث على استخدام الأدوات والوسائل الاحترازية. وقد عكس هذا الحضور الكبير القناعة لدى الطلاب وأولياء أمورهم بأن المدرسة تمثل الضمانة الأكثر بإذن الله من هذه العدوى، نظراً لما يتوفر فيها من إمكانيات ووسائل متاحة بعيداً عن الشارع أو الأسواق بشكل عام أو أي أماكن تجمّع أخرى. المدارس آمنة صحياً وقد استهل مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم فهد بن عبدالعزيز الأحمد حديثه ل"لرياض" قائلاً: اطمئنوا .. مدارسنا آمنة صحياً، ما من شك أن الهاجس الصحي حاضر لدى أولياء الأمور، لكننا من خلال حجم الاستعدادات، وطبيعة التهيئة، والاحتياطات التي تم اتخاذها، والجهد الموجه لتهيئة البيئة المدرسية، وتوعية العاملين في المدارس بالإجراءات الصحية، ومن خلال التعاون القائم بين الجهات الصحية في المنطقة وإدارة التربية والتعليم، فإنني أجزم أن المدارس تمثل بيئة آمنة صحياً للطلاب، وليس هناك ما يبرر أي قلق من تواجد الطلاب في المدارس، بل إن المدارس تمثل –بإذن الله- بيئة آمنة تماماً للطلاب. إجراءات احترازية وقال: يمكن التأكيد على أن حزمة الإجراءات الاحترازية التي تم التوجيه بتطبيقها من قبل وزارة التربية والتعليم، والتي عنيت في المقام الأول بمحاصرة أي شكل من الأعراض الصحية للأنفلونزا من خلال حزمة من الإجراءات الصحية والتربوية، ستسهم بشكل كبير في محاصرة انتشار المرض من خلال المراقبة المستمرة للأعراض الصحية للطلاب، والعمل على تثقيف العاملين في المدارس بالأعراض الصحية لهذا المرض، وإيجاد آلية محددة للتعامل مع حالات الاشتباه، بما يكفل تقديم الرعاية المناسبة للطلاب، و محاصرة احتمالات انتشار العدوى، حيث تم ربط المدارس بالمراكز الصحية، وإقامة شبكة اتصال فعالة بين المدارس والمراكز الصحية في الأحياء والمراكز، وتعزيز العناية والجهد الموجه نحو تعويد الطلاب على الممارسات الصحية، وتعزيز الإجراءات الوقائية التي ستكون بإذن الله عاملاً مساعداً على محاصرة انتشار المرض. خطط لمواجهة انتشار العدوى وأضاف الأحمد: أؤكد من خلال هذه الجولة على أن الزملاء العاملين في المدارس يبدون حرصاً ومتابعة جادة للخطط التنفيذية التي تم تصميمها لمواجهة انتشار أي شكل من أشكال العدوى، حيث يخضع كافة الطلاب لمتابعة يومية من خلال تعزيز جهود الملاحظة، والتواصل الفوري مع الجهات الصحية، وعزل أي طالب تظهر عليه أعراض الإصابة بعد تقديم الرعاية الصحية الملائمة له، وهو الأمر الذي تم التأكيد والتركيز عليه كجزء من أبرز مهام بداية العام الدراسي، علماً أن تطبيق ذلك جاء من خلال جهد منظم يتمثل في تدريب كافة العاملين في المدارس على إجراءات مواجهة المرض، وقراءة الأعراض بشكل سليم، والتعامل مع حالات الإصابة أو الاشتباه بشكل واضح ينطلق من الإجراءات المحددة. رسالة إلى أولياء الأمور وأشار: إنني أوجه رسالة لكل ولي أمر مؤكداً بأن المدرسة توفر أماناً صحياً للطلاب بشكل يفوق أي تجمع آخر، بحكم الاستعداد وحجم العناية الموجهة ومستوى التدريب الذي تلقاه الجهاز التربوي المعني، حيث تشمل الإجراءات تجهيز المدارس بالمواد التوعوية واللوازم الوقائية، و تكليف منسق صحي يقوم بمهام الإرشاد ليكون مسئولا عن متابعة الإجراءات، إلى جانب القيام بمهام وضع خطة شاملة في المدارس للتوعية بهذا الوباء وتنفيذه كفريق عمل واحد، وقد تم تنفيذ ذلك قبل بداية العام الدراسي بمتابعة من الإشراف التربوي، كما تشمل الإجراءات متابعة مسببات غياب الطلاب بشكل فعال، والتأكد من حالات الغياب التي يكون سببها الأنفلونزا واتخاذ الإجراءات المحددة تجاهها، إضافة إلى توفير غرفة في كل مدرسة لانتظار الطلاب الذين قد تظهر عليهم أعراض مرضية، وذلك لحين نقلهم إلى منازلهم بواسطة أولياء أمورهم والتأكد من توفر وسائل الوقاية لهم بشكل دائم، كما تشمل تلك الإجراءات الاهتمام بالنواحي النفسية والاجتماعية للمصابين بعد عودتهم للمدرسة من خلال العمل على توفير الدعم النفسي والعاطفي لهم. أبناؤكم في أيد أمينة كما قال: من هنا فإنني أعيد التأكيد على إشاعة جو الاطمئنان والثقة بهذه الإجراءات الاحترازية التي تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطبيقها، وأنها كفيلة بإذن الله بتأمين أفضل مستويات الحماية الممكنة، لذا أقول لكل ولي أمر كن مطمئناً، فأبنائكم في أيد أمينة، وتحوطهم عناية الله أولا ثم من قبل الزملاء التربويين في المدارس، وتوجيهات معالي وزير التربية واضحة وصريحة بتوجيه أقصى درجات العناية والاهتمام تجاه المحافظة على صحة الطلاب، ونحن من مواقعنا التربوية المختلفة نسعى لتطبيق هذه التوجيهات ووضعها موضع التنفيذ بالشكل والتوقيت الصحيحين. إقبال يفوق التوقعات وعن بداية العام الدراسي قال الأحمد إن جميع مدارس منطقة القصيم شهدت هذا اليوم حضوراً كبيراً كان مشجعاً جداً، وقد بلغت نسبة الحضور أكثر من 80% من عدد الطلبة. وقال مدير عام مجمع الأمير سلطان التعليمي بمدينة بريدة إبراهيم بن عبدالعزيز التويجري: لو كنت أشد المتفائلين لما وجدت هذا الحضور خلال اليوم الدراسي الأول الذي لم أشاهد حجمه الكبير طيلة السنوات الخمس الماضية، وذلك لم يأت إلا من خلال القناعة لدى الطلبة وأولياء أمورهم بالاستعداد الجيد والتهيئة المبكرة وتكوين اللجان وعمل البرامج المتكاملة، والتي تم إطلاع الطلاب عليها في نهاية العام الدراسي الماضي، وما تلا ذلك من برامج وحملة إعلامية ورسائل جوال تم توجيهها إلى الطلبة كافة وبعض أولياء الأمور تحضهم على أهمية الحضور منذ اليوم الأول، وتشعرهم بالاستعدادات والاحتياطات التي تم اتخاذها، إضافة إلى أننا أشعرنا الطلاب بأن هناك عدداً من المفاجآت خلال اليوم الأول، وبالفعل قمنا بتوزيع عدد من الجوائز القيّمة على بعض الطلبة الحاضرين وكذلك توزيع أجهزة الحاسب المحمول على الطلبة المستجدين. رقابة صارمة وقال المرشد الصحي بمجمع الأمير سلطان التعليمي ببريدة بأنه قد حصل على برنامج تعريفي عن مرض أنفلونزا الخنازير وأعراضه والإجراءات الوقائية وكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، والإلمام بالمتطلبات والإجراءات المطلوب تنفيذها داخل المدرسة لمواجهة أي اشتباه بالعدوى، ومن ذلك توفير غرفة انتظار للمشتبه بهم وتوفير أدوات التعقيم والمناديل الصحية وأجهزة قياس الحرارة والملصقات التوعوية والإرشادية، إلى جانب القيام بعمل دورات تثقيفية للإداريين والمعلمين داخل المدرسة، وقد بدأ ذلك قبل انطلاق الدراسة للتعامل مع أي حالة. وعن الجهود خلال الأيام القادمة أكد الضبعان أن إدارة التعليم قد وفرت أدوات تعقيم لكل غرفة من غرف الدراسة في كل مدرسة، إلى جانب الكمامات الواقية وتهيئة المرشد الصحي طيلة العام لمتابعة تنفيذ هذا البرنامج الوقائي، بدءاً من برنامج الطابور الصباحي ومن خلال زيارة الفصول والتعاون مع أي حالة يشتبه بها وتوجهيها إلى أحد القطاعات الصحية المعتمدة، وقال الضبعان إنهم لم يلاحظوا وجود أي اشتباه لأي حالة خلال اليوم الدراسي الأول. الطلاب وآباؤهم مطمئنون قال الطالب أمير بن أحمد الباحث الطالب في المرحلة الثانوية إن التجهيزات والاستعدادات التي علم بوجودها داخل المدرسة وداخل الفصول الدراسية، والعناية التي وفرتها الوزارة، قد شجعته على حضور اليوم الدراسي الأول وعدم تفويته، وقال بأنه لا يجد أي مخاوف من انتقال العدوى، وأن كل شيء بيد الله، وقال إن أسرته قد شجعته وشجعت إخوانه وأقاربه على الحضور إلى المدرسة، وأنه لا يوجد لديهم أي تخوف والأمر طبيعي وأكثر من عادي، وقال يجب أن لا نعطي الأمر أكبر من حجمه وتمنى أن تكلل جهود العاملين في المدرسة بالتوفيق. كما قال عبدالله بن إبراهيم الحواس ولي أمر أحد الطلاب: كنت حريصاً على تواجد أبني بين زملائه وإخوانه في المدرسة منذ اليوم الأول، كما أن ابني كان أيضاً حريص على الذهاب إلى المدرسة، ولم يكن لدينا أي مخاوف من انتقال العدوى، لأننا نقدر الدور الذي قامت به الوزارة لمحاصرتها داخل المدارس، كما أننا نعتقد أن موضوع الخوف من انتقال العدوى أخذ بعدً إعلامياً أكثر مما يجب، مما انعكس على تخوف المجتمع بشكل غير مبرر، مؤكدا أن الإجراءات والاحتياطات التي اتخذت داخل المدارس تمثل الضمانة الأكثر بإذن الله، وقال: لذا لا يجب أن نعطل ذهاب أبنائنا إلى مدارسهم أو نوقف حياتنا العملية، بل نأخذ بالأسباب والحذر قد المستطاع وإتباع الإرشادات والتوجيهات بهذا الخصوص.