طالب معالي الرئيس العام لرعاية شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين طلبة العلم الشرعي أن يوعوا الناس بمفهوم الوحدة الوطنية من المنطلق الإسلامي، الذي سيكون كفيلاً بتجنيب المجتمع الكثير منً السلبيات التي نشأت من فكرة الوطنية في بقية البلدان والتي نتج عنها بعض القيم غير الإنسانية ككراهية الأجانب والعنصرية وغيرها من ظواهر تصحب الوطنيات في بعض الدول وقال معاليه خلال المحاضرة التي ألقاها مساء امس في المسجد الجامع بسكن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام أن المملكة تمثل قلب العالم الإسلامي وتتميز بفضل الله بقبول المسلمين الذين يشعر كثير منهم بالولاء والمحبة لها أكثر من بلدانهم الأصلية ، مؤكدا إن المملكة تقدم مثالاً صادقاً على التسامح وقبول الآخر حيث يسود مفهوم الجماعة التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية وهي مصطلح مقابل لمفهوم الوطنية. وبين الحصين أن الوطنية مصطلح مستورد ويقابلها لدينا في العقيدة الإسلامية مصطلح الجماعة بما تتضمن من القيم الإسلامية العظيمة التي لايشوبها ما قد يشوب الوطنية القائمة في بعض البلدان التي لاتقوم على مبدأ الجماعة حيث يكتنفها بعض الظواهر السيئة كالعنصرية وكره الأجانب. وزاد الشيخ الحصين" أن الواجب علينا مهمة التوعية بمفهوم الوحدة الوطنية على أساس أنها الوحدة على أساس الجماعة في العقيدة الإسلامية بكل مضامينها من الولاء والتكاتف فيما بين أفراد المجتمع وكل ما تحمله من معاني عظيمة هي بلا شك أوسع مما تقدمه الوحدة على أساس الوطنية المجردة" . وزاد الرئيس العام لرعاية شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن هناك بعض التطرف حتى في مجتمعنا حيث نسمع أحياناً من يردد في مجال العمل الخيري: الأقربون أولى بالمعروف ويقصد من يقول ذلك بأن: خيركم وبركم ورغبتكم في مقاومة المشاكل التي يتعرض لها الناس يجب أن تقصروها على الأقارب والدائرة الضيقة في مجتمعكم، وهذا بلا شك يتعارض مع مفهوم الجماعة في الإسلام. وشدد الشيخ الحصين على أن أساس المحافظة على الوحدة الوطنية بمفهومها الإسلامي لا تكون بدون الحوار وقبول الآراء المتباينة وهذا ما أكدت عليه المملكة من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حيث حرصت المملكة على الدوام على إشاعة ثقافة الحوار التي بدورها تمثل الأساس المتين لتدعيم الوحدة الوطنية القائمة وإدامتها بعون الله.