تكرس مفهوم الراحة أثناء قضاء الإجازة الصيفية في أذهان الطلاب والطالبات ووقف حجرعثرة لعدم استغلالهم لها بما يعود عليهم بالنفع والفائدة ويهيئهم في الوقت نفسه إلى العام الدراسي القادم، لذا فمن الطبيعي جدا أن تكون بدايتهم في كل عام دراسي ضعيفة، وسيتجلى ضعفها في هذا العام بعد زيادة أيام الإجازة، حيث من المتوقع أن يستمر الخمول معهم إلى إجازة عيد الأضحى المبارك حينها يستيقظ الطلاب من إجازتهم الذهنية التي منحوها لعقولهم ويبدؤا مع معلميهم في متابعة دروسهم، ويكون المعلمون وقتها قد انتصفوا في المنهج الدراسي!!.فما هي الطريقة المثلى التي تستطيع أن تهيئ الطلاب للعام الدراسي الجديد؟ وهل سيتكيف الطلاب مع دروسهم قبل إجازة عيد الأضحى القادمة؟. يقول الطالب أحمد النافع:لن يتغير وضعنا و(سنعبِّر) الأمر إلى أن تأتي إجازة عيد الأضحى،لأنه من الصعب علينا أن نتأقلم مع الدروس مباشرة وإنما بالتدرج متوقعا أن لا يكون ذلك قبل إجازة عيد الأضحى، ويشاركه في الرأي الطالب فهد المطيري مضيفا أن هناك تساؤلا يطرحه: لو التحقنا بالبرامج الصيفية المقامة هل سيكون لذلك مردود على استعداداتنا للدراسة؟ أم أن هذه البرامج تحتاج لإعادة نظر في طريقتها وأسلوبها؟!. مرعي الوادعي(مرشد طلابي) يرى أنه من الصعب تكييف الطلاب قبل إجازة عيد الأضحى إذا لم يشارك البيت في تهيئتهم، إذ لابد للبيت أن يكون له دور في تهيئة أبنائه في أيام الإجازة بخلق جودراسي بعيد المدى،وذلك بحثهم على النوم المبكر حتى يستيقظوا مبكرين، ومزج الترفيه الضروري مع القراءة المنهجية واللامنهجية، مشيرا إلى أن ساعة التحول أو كما تسمى بالساعة البيولوجية قد تخلق نوعا من التوتر النفسي لدى الطلاب إن لم تتم التهيئة التدريجية لها بفترة من الزمن. المعلم ثامر المناع يضيف أيضا أن التغير لن يحصل لأغلب الطلاب إلا مع مرور الوقت وليس هناك ما يغير الطلاب سواه،لكنه أضاف أن قد يكون للمعلم بصمته في تكييف طلابه سريعا، إذا خلق لهم جوا تربويا صحيا بعيدا عن الإقصاء النفسي الذي قد يعيشه الطلاب أثناء فترة البداية.من جهته تحدث الأستاذ عبدالعزيز الطوالة(مدير مدرسة) للأسرة دور في تهيئة الأبناء التهيئة النفسية والمعنوية،أما من ناحية إدارات المدارس فإنه يرجع إلى المرحلة الدراسية التي يدرس فيها الطالب،فلكل مرحلة استعداد قد يختلف عن المرحلة الأخرى. فمثلا تهيئة الطالب في المرحلة الابتدائية يأتي على شكل برامج ترفيهية تربوية تقوم بها المدرسة للطلاب المستجدين على مدار الأسبوع الأول والثاني عن طريق لجنة من المعلمين المختصين بإدارة الصفوف الأولية، ويُبلَّغ أولياء أمور الطلاب موعد خروج أبنائهم، ويكون هذا الأسبوع بمثابة الغرس الأول للطلاب لتحبيبهم للمدرسة. الأخصائي الاجتماعي بدر بن عبدالعزيز المحمود رأى أن هذه المشكلة يعاني منها كثير من الطلاب والطالبات،خاصة في بداية العام الدراسي وفي جميع المراحل الدراسية،فقال:لا بد من توفير الهدوء النفسي والسكينة التي قد تكون مفتاح الطلاب لدخول فصل دراسي دون أن يشعروا بالقلق،وعلى المدرسة والبيت مساعدتهم على تخطي أول أيامه ولا سيما أن نمط قضاء الإجازة عند أغلبية الطلاب يأتي على أسلوب خاطئ يرتكز على اللامبالاة والسهر لساعات متأخرة من الليل بل ربما أحيانا حتى طلوع الشمس