غادرت مجموعة من الأسيرات الفلسطينيات الجمعة سجنا إسرائيليا في مقابل تسلم شريط فيديو حديث العهد للجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط) المحتجز في قطاع غزة منذ 2006، في ما يشكل مرحلة أولى من عملية طويلة قد تؤدي إلى الإفراج عن شاليط. وسيتم إطلاق سراح المعتقلات الفلسطينيات ال19 اللواتي كن يمضين عقوبات خفيفة اليوم بعد أن تكون السلطات الإسرائيلية قد شاهدت شريط الفيديو. وتريد السلطات الإسرائيلية التحقق أولا من أن الشريط مدته دقيقة على الأقل وصور أخيرا ويظهر فيه شاليط في شكل واضح. ونقلت 18 من الأسيرات في ثلاث شاحنات صغيرة إلى سجن "عوفر" قرب رام الله (الضفة الغربية) حيث سيتم إطلاق سراحهن بينما نقلت واحدة أصلها من غزة إلى سجن "شيكما" لنقلها إلى القطاع. وتنتمي أربع من الأسيرات إلى حركة حماس وخمس إلى حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وثلاث إلى حركة الجهاد الإسلامي وواحدة إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في حين لا تنتمي سبع أخريات إلى أي فصيلة. وقد يتم الإفراج عن أسيرة فلسطينية أخرى الأسبوع المقبل. ولم تخف عائلات الأسيرات سعادتها. وقال منصور حمدان (21 عاما) المتحدر من مدينة نابلس لوكالة فرانس برس "انا سعيد جدا، وأود أن اشكر جميع من ساهموا في الإفراج عن أمي". وكان يرتدي قميصا تحمل صورة أمه الستينية المسجونة منذ سبعة أعوام لاتهامها بالمشاركة في عملية انتحارية. وفي الجانب الأخر، بات الجندي جلعاد شاليط الذي تحتجزه ثلاث مجموعات مسلحة فلسطينية منذ أكثر من ثلاثة أعوام في غزة، رمزا واختبارا لسلوك الدولة العبرية حيال جنودها الأسرى. ولا يزال احتجازه يثير تعاطفا شعبيا ويحظى بتغطية إعلامية كبيرة في إسرائيل، حيث تنشط حملة تأييد له. ويشكل قرار الحكومة الإسرائيلية الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية في مقابل تسلم شريط فيديو يثبت أن شاليط لا يزال على قيد الحياة، اختراقا منذ اسر هذا الجندي.. وهي المرة الأولى تتوصل فيها إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة إلى اتفاق ملموس في هذه القضية، وذلك بفضل وساطة تتولاها ألمانيا ومصر. واعتبر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز هذا الاسبوع ان تلقي اشارة تثبت ان شاليط حي "سيكون خطوة مهمة في اتجاه الافراج عنه". لكن هذا الاتفاق المحدود لا يوحي افراجا قريبا عن الجندي الاسرائيلي، وخصوصا ان حماس تطالب بالافراج عن مئات من المعتقلين الفلسطينيين. ولا يزال 7200 فلسطيني معتقلين في السجون الاسرائيلية بينهم ستون امراة، بمن فيهم اللواتي افرج عنهن الجمعة. وتقول ادارة السجون ان 320 من هؤلاء تقل اعمارهم عن 18 عاما.