بعد أيام من تدشين أكبر صرح علمي أكاديمي بحثي، بافتتاح خادم الحرمين الشريفين لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، في ثول على ساحل البحر الأحمر غرب المملكة، بات شمال الرياض على موعد مع صرح علمي عالمي مماثل، بتعيين أرض مركز الملك عبدالله للدراسات والأبحاث البترولية، في منطقة غرب المطار؛ (حي النرجس) شمال جامعة الأميرة نورة العملاقة. وتتولى شركة أرامكو السعودية تطوير وتشييد المركز الذي أعلنت عنه المملكة خلال قمة أوبك بالرياض في عام 2007م، خلال فترة العامين المقبلين، وتكرار معجزة البناء التي أتبعتها في تشييد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ألف يوم وبتكلفة 10 مليارات ريال على مساحة 36 مليونا. ويتوقع اختيار تصميم المهندسة زهى حديد بجائزة للمركز، من بين مجموعة من التصاميم قدمها مجموعة من المعماريين من عدد من دول العالم إلى شركة أرامكو؛ حيث شكل فريق عمل للمشروع، المجاور للموقع الجديد لعدد من الوزارات والهيئات الحكومية في حي النرجس. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أعلن في أوبك 2007 بالعاصمة الرياض عن إنشاء مركز للأبحاث البترولية والبيئية كإحدى خطوات المملكة الأساسية نحو تعزيز الأبحاث في مجال الطاقة النظيفة وعلى الأخص الطاقة الشمسية من أجل حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي العالمي من أجل الوصول إلى تقنيات من شأنها الحفاظ على البيئة من جهة والإسهام في النمو الاقتصادي العالمي من جهة ثانية. موقع مشروع مركز الملك عبدالله للدراسات البترولية، الواقع على طريق مطار الملك خالد، شمالي الجامعة. ويأتي مركز الملك عبدالله مكملاً لمنظومة حزمة من المشاريع الحكومية والتنموية في العاصمة، ومتممة لمراكز التوطين البشري بجوار مطار الملك خالد الدولي. وكانت وزارة المالية قد باشرت العمل فعلياً على أرض الواقع، من خلال تجهيز البنى التحتية لتلك المشاريع، حيث تحولت منطقة جنوب غرب المطار إلى أكبر ورشة عمل وبناء تشهدها الرياض. وكانت المؤسسة العامة للتقاعد باشرت هي الأخرى التنفيذ في البنى التحتية والعلوية (الأبراج) لمركز الملك عبدالله المالي الذي يعتبر الأضخم في الشرق الأوسط، على مساحة 1.6 مليون متر مربع. ويعتبر مركز الملك عبدالله المالي المركز الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط من ناحية الحجم والتنظيم، ومن حيث المواصفات التقنية، ليضاهي أكبر المراكز العالمية المماثلة. واكتسب المركز أهميته من أهمية السعودية، وقوتها الاقتصادية التي تعتبر الدولة الوحيدة على مستوى منطقة الشرق ضمن مجموعة G20، ضمن أهم المراكز المالية المتكاملة في العالم بمواصفات القرن الحادي والعشرين عن الرغبة في إكمال الخطوات التي تقوم بها المملكة مؤخراً، ضمن برنامجها المتكامل والمخطط له بعناية لاحتلال موقع الريادة العالمية في القطاع المالي. ويمكن مقارنة المركز بمركز (كناري وورف) في لندن الذي تبلغ مساحته 345 ألف متر مربع، وسيتم إنجاز المشروع على عدة مراحل سنوية يؤمل بانتهائها أن تعزز المملكة – عاصمة العالم النفطية - من موقعها كعاصمة مالية للشرق الأوسط. ويشيد مركز الملك عبدالله المالي وفق أحدث المعايير العالمية، ليكون مركزاً ذا اكتفاء ذاتي، ومؤهلاً لتسهيل ممارسة الأعمال المالية والاستثمار في المملكة. ويتوقع أن يحتضن مركز الملك عبدالله المالي المقر الدائم للبنك المركز الخليجي، عطفاً على القوة الاقتصادية والسياسية التي تتبوؤها العاصمة الرياض. عشرات الرافعات التي تشيد المدينة الجامعية، والمتوقع اكتمال بنائها خلال ثلاث سنوات.