الشعر هو التصوير والتشبيه وخلافه يعد نظماً وهذا لا يجهل، وعذوبة الشعر في تشبيهاته ومدى قدرة الشاعر على تمكنه من التشبيه الجيد فليس كل تشبيه شعراً ومن القصائد الجميلة التي أتقن فيها التشبيه كثيرة ومن تلك القصائد قصيدة الشيخ والفارس المعروف/ ساجر الرفدي المتوفى سنة 1290 تقريباً والتي من يقرأها يعتقد أنه يتغزل في فتاة أو امرأة ذات جمال، ولكنه تغزل بالدنيا وتذمر من دنياه التي عاش فيها عليه رحمة الله.. حيث يقول: عيني قزت عن نومها وأسهرتني ما هي مريضة مار بالقلب ولوال واحسرتي من عشقتي عايفتني وشامت ونسيت ما مضى لي بالافعال تعطرت يوم أنها باغيتني واليوم ما حطت علومي على البال وقرونها جرد السبايا تلتني وعطورها دم النشاما ليا سال عاهدتها بالله وهي عاهدتني واليوم أشوف أفعولها أقفاي وإقبال دنياي بحمول العنا ضايقتني والكبر يرث بالرجل كل غربال من مدها بالجود ياما عطتني وياما ركبنا فوق عجلات الأزوال وياما على طيب الفعائل هدتني وخليت عيرات النضا تهذل أهذال نمشي على ما كاد لو ساعفتني وان عاضبت نذكر بها زين الأمثال وكم سربة جربتها تابعتني وخليت غارتها على القوم تنهال والله لخوض ابحورها لو عصتني ما دام جسمي باقي ما بعد زال ومالي حسايف كانها خالفتني للي يخلط الخير والشر عمال