قتل نفسه.. ليس هو وحده.. لكن حتى الأحياء من فئته هم قتلى بذاءة ووحشية معتقدهم وممارساتهم ونواياهم.. ومع المجتمع الصورتان متضادتان.. لكن كل واحدة تعبِّر عن مسلكية ووعي وديانة طرف عما هو عليه الآخر من شطوح إجرامي لم تتواجد وحشيته على مر التاريخ.. سمو الأمير محمد بن نايف يقبل أن يأتي إليه مدان كي يعلن خروجه من بيئة الدمار.. وهذه موضوعية وتواضع في آن واحد.. أجزم أنها لا توجد في أي دولة نامية، والعالم العربي بخصوصية أكثر.. راقبوا لقاءات كبار المسؤولين بالمهنئين في مختلف المناسبات.. ستجدون أن أعداداً هائلة تأتي وتذهب، بينما في معظم العالم العربي هناك خصوصية متميزة للمسؤولين الكبار الذين لا يتيحون هذه الفرصة إلا لقليل قريب منهم.. ومحمد بن نايف ليست خصوصيته كونه أميراً، أو بمسمى وظيفته.. رغم ما لهما من أهمية، وإنما لكونه حوَّل عيون وعقول العالم نحو المملكة التي أبهرت الجميع حتى في أمريكا وبريطانيا بتفوقها الكاسح في محاربتها للإرهاب.. محمد بن نايف هو الفارس الفذ، المبهر، الذي يقف على قمة هرم النجاح الأمني فيتبادل مع الناس ابتسامات الرضى.. مطاردة حازمة وواعية لتواجدات الإرهاب.. وعدالة وإنصاف تحاول إكساب «المناصحة» قدرة تنظيف وعي فئات المجتمع المغرر بها.. ليس هناك سعودي لم يذهل بعد منتصف مساء الخميس الماضي.. أجزم أن الكل نهض واقفاً يحاول فتح باب اللامعقول ليعرف كيف تتجرأ جريمة على تهديد رجل دولة من الصعب أن يتكرر.. نعم محمد بن نايف نموذج أضاف إلى واقع النجاح حقيقة التميز.. ما حدث مساء أمس الأول يؤكد أن تنظيمات الإرهاب لا تعمل ببرمجة إصلاح أو تطبيق تعاليم ديانة، ولكنها مشروع إجرامي استهدف المسلمين بصفة عامة قبل غيرهم، وبرهن فيما حدث أنه يبحث عن عبقرية الأداء الأمني استهدافاً حتى يتمكن من نثر الدماء أنهاراً في طرقات الناس.. الكل مساء أمس الأول كان مع محمد بن نايف تضامناً وحباً وتقديراً لرجل الأمن والأمان.. الكل تعمق في نفوسهم أن الملك عبدالله - حفظه الله - في مبادرته السريعة والقوية كان يتعاطف مع كل الناس.. الناس الذين رأوا عملياً في محمد بن نايف كفاءة الإبداع وعياً وممارسة.. فأبوة الملك عبدالله شاملة للجميع، وتوالي الأحداث والمناسبات طرح تعددات توثيقها.. إيضاح: أرجو ألا يتبادر إلى ذهن القارئ أن قصيدة الشاعر راجح المغيري - والمنشورة في هذا العدد - أنها مادة إعلانية فهي مشاركة منه كالعادة في المناسبات المهمة.. وقد وجدت الترحيب من أصدقائه في أسرة التحرير..