أعطت القنوات الفضائية اهتماماً كبيراً جداً باجتماع التشاور الخليجي الذي عقد في الرياض برئاسة خادم الحرمين الملك عبدالله، بل أستطيع القول إن كل قناة فضائية حرصت أن تحقق أولوية في تعدد التناول ومحاولة توفير موضوعية الحوار باستضافة العديد من الأسماء مع تعدد اختلافات توجهات التفكير ونوعية الآراء.. ما لفت انتباهي.. وبالتأكيد فإن كل من تابع سوف يلاحظ ذلك.. ما لفت انتباهي هو أنه كانت هناك آراء بعيدة عن الموضوعية ويتحدث بها من كأنهم زعماء قيادات رأي على الأقل.. فيما هم أقلية. نحن نعرف أن دول الخليج سواء اجتمعت في اتحاد منذ يوم أمس أو تحقق في الموعد القادم أو أيضاً تأجل لزمن لاحق بعد الاجتماع القادم.. نعرف أن دول الخليج هي الحضور العربي المتميز بأنه لم تقم بين دوله أي خلافات أو عداوات، بينما نلمس في عالمنا العربي قسوة عداوات الجوار بأساليب غير منطقية، وكذا إشغال المواطن العربي بشعارات لم تكن موضوعية ولم تكن جديرة بالتطبيق لمجافاتها لواقع المجتمعات؛ في منطقة الخليج لم يحدث ذلك.. أيضاً إذا كانت المجتمعات العربية قد عانى الكثير منها سرعة تغير أنظمة الحكم بوجود مجموع حكم يخاصم من هو قبله وأيضاً بوجود مجتمعات لم تستقر بعد وهو ما لم يحدث في المجموع الخليجي، أضيف إلى ذلك أن العمر الزمني للتعاون الخليجي الطبيعي قبل أن يوجد اتفاق تعاون كان يمتد لأكثر من سبعين عاماً.. بهذه الحقائق أستغرب أن يوجد في بعض الحوار من يتحدث بلهجة غير خليجية ثم يعطي رأيه بحكم تجنسه خليجياً وهو مجاف للمنطق والواقع عندما يقول إنه من الصعب أن يوجد تفاهم اتحاد بين دول لديها أفلام سينما، ومسارح فن وجزالة أغنيات.. أولاً الدول الخليجية لم تبدع بهذه المجالات إلا فيما يخص فن الغناء، وإذا كانت شعوب قد بكرت في تبني إبداع هذه الفنون فإن الدول الخليجية جميعها منها ما دخل في هذه الفنون بوقت مبكر وبعض آخر دخلها في زمن قريب.. ثم هل هذه مشكلة أمام أهميات الأمن والاقتصاد والجانب العسكري وقدرات التعليم وتطورات الوعي الاجتماعي.. يأتي آخر فيتحدث وكأنه حكيم زمانه رغم أنه يعيش خارج بلاده عشرات السنين معتقداً أن تطرفه في الموقف من مجتمعه يعني التنوير في كفاءة ذاته وهذا غير صحيح فهو يحتاج إلى إعادة تأهيل.. على أي حال تشكر القنوات الفضائية جميعها على ما قدمته من اهتمامات وما حرصت أن توفره في موضوعيات الحوار من جزالة وتعدد تناولات آراء وأفكار.. وكذا الأكثرية من الإخوة المتحاورين..