لقد ساءني وأزعجني كثيراً ما شاهدته في وسائل الإعلام: خبر محاولة الاعتداء على أميرنا محمد بن نايف، حفظه الله ورعاه، فعندما سمعت الخبر اهتزت مشاعري وجاشت عواطفي وأحسست كأنه واحد من اخوتي، أو أحد أبنائي. ذلك الأمير الشهم الذي فتح أبوابه للمهنئين بشهر رمضان المبارك وخاطر بنفسه، فلم يأمر بتفتيش ذلك الغادر لطيبته وتسامحه وخلقه النبيل الذي يتمتع به. هذا الشبل من ذاك الأسد. إنه النجم اللامع والشمعة المضيئة في محاربة الإرهاب. إن مواقفك كثيرة وانجازاتك عظيمة استطعت في وقت قياسي أن تجتث جذور الإرهاب، سيسطر التاريخ لك هذا ويحفظه لك أنك الفارس الشجاع تتمتع بأنبل الصفات. عندما سمعنا المحادثة الهاتفية سمعنا الخلق الرفيع والرقي في التعامل الإنساني واللباقة في الحديث، وكأنه حديث أب مع ابنه أو أخ مع أخيه الأصغر ينصحه ويوجهه ويرشده إلى الطريق المستقيم. أهكذا تكون مقابلة الإحسان بالإساءة! أهذه شيم العرب وخصائلها! هل سلبت عقولكم وضمائركم بهذه السهولة؟ هل أصبحتم لقمة سائغة في يد أعدائكم؟ أين الولاء والانتماء لوطنكم؟ وطنك الذي ولدت فيه ونشأت فيه وشربت من مائه ونهلت من خيراته وترعرعت تكافئه وتغدر برمز من رموز الأمن، لمن فتح قلبه وعقله وبيته لك. لم يكن يدور بخلد الأمير أو ذاك المنتحر أن هذه المحادثة الهاتفية سيسمعها أحد، ولكن الله أسمعها لملايين من البشر وفضحه على رؤوس الخلائق (ليميز الطيب من الخبيث) وينجي الله الأمير بقدرته لصفاء قلبه ونقاء سريرته ويقطع المعتدي ارباً ارباً جزاء فعلته النكراء. قال الله تعالى: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله». ماذا يريد هؤلاء المارقون؟ هل يريدون زعزعة أمننا واستباحة دمائنا وانتهاك أعراضنا. فليخسأ هؤلاء، شلت يد الغدر والخيانة. كلنا أبناء هذا الوطن دروع في وجه المعتدي، وكلنا حصن منيع في وجه الإرهاب. حمى الله بلادنا وحرس أمننا وحفظ أمتنا وحكامنا ورد كيد أعدائنا. وحفظك الله يا أميرنا محمد من كل سوء وسدد الله خطاك وأنار دربك، وطبت وطاب ممشاك، وسر ونحن من ورائك لاجتثاث شأفة الإرهاب. وهنيئاً لنا سلامتك.