اعتبر تقرير متخصص عن البنوك فى مصر أن الأزمة العالمية كانت سلاحا ذا حدين بالنسبة لها اذ أثرت عليها سلبا نتيجة للتباطؤ الاقتصادي وآثاره على كل من الطلب على الائتمان والاستهلاك والاستثمار إلا أنها قللت من إقبال البنوك الأجنبية العاملة في السوق على الإقراض مما منح البنوك المصرية فرصة للتوسع في ظل تراجع المنافسة. وقالت فاروس للأوراق المالية في تقرير حديث لها أمس إن البنك التجاري الدولي- مصر استطاع أن يحافظ على موقعه ك"قائد للبنوك الخاصة في مصر"، وتظهر نتائج أعمال البنك في النصف الأول من العام قدرته على ضبط إيقاعه رغم التباطؤ الذي شهده سوق الائتمان، بسبب "كبر حصته السوقية، والأسعار التنافسية التي يقدمها". وبلغ نصيب البنك في يونيو الماضي 6.2% من إجمالي القروض البنكية، و6.5% من إجمالي الودائع. واستطاع التجاري الدولى مصر أن يثبت نفسه خلال السنوات الأخيرة، كما يقول التقرير، حيث حافظ على موقعه وتمكن من زيادة حصته في السوق رغم دخول البنوك الأجنبية في المنافسة في أعقاب الإصلاح المصرفي في 2004. وحافظ التجاري الدولي على نسبة منخفضة من توظيف الودائع مقارنة بالمتوسط السائد في القطاع، إذ بلغ معدل توظيف الودائع لديه 53.5%، (مقارنة بمتوسط القطاع 54%) وهو ما تعتبره فاروس إيجابيا في ظل الأوضاع الحالية. و تتوقع فاروس أن يزيد معدل توظيف الودائع لدى البنك في 2011 مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وعودة سوق الائتمان للنمو. أما البنك الأهلي سوسيتيه جنرال الذي تعتبره فاروس المنافس الأساسي للتجاري الدولي، إذ يعد كلاهما من البنوك الكبيرة من حيث قيمة الأصول والحصة السوقية، فمن المتوقع أن يتراجع عائده على رأس المال بنهاية العام إلى 29.1% مقابل 32.9% في نهاية العام الماضي. ويعتبر التقرير أن سوسيتيه جنرال البنك الأجنبي الوحيد الذي تمكن من توسيع قاعدة في السوق" وكأنه من البنوك المحلية"، حيث تمكن بعد استحواذه على بنك مصر الدولي في 2009، من مضاعفة حصته السوقية وأصبح يستحوذ على 6% من القروض و5% الودائع، حتى يونيو الماضي. كان البنك المركزي المصري قد اشار فى تقريرالاخير الى انخفاض معدل نمو إجمالي الودائع البنكية ليصل إلى 8.5% في يونيو 2009 مقابل 14.8% في نفس الفترة من العام السابق، كما تراجع نمو القروض إلى 7% في يونيو الماضي مقابل 13.3% في نفس الشهر من 2008.