بعد مسيرة هادئة خلال شهر رمضان ، يعود المستثمرون السبت المقبل إلى نشاطهم المعتاد للتداول في سوق الأسهم المحلية بنظرة اقتصادية أكثر تفاؤلا خاصة مع ظهور بوادر انحسار الأزمة المالية العالمية وتحسن أسعار العقارات في بعض أجزاء الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا. ولم تمنع إجازة عيد الفطر، المتعاملين في سوق الأسهم من الحديث عن توقعاتهم لنشاط السوق خلال الأسبوع المقبل، في وقت شاعت فيه موجة من التفاؤل بين المستثمرين تسبق موعد استئناف السوق لنشاطه بعد توقف امتد لنحو عشرة أيام. وسادت أجواء من الثقة في أوساط المتعاملين بأن السوق سيعاود التحسن في مؤشراته السعرية بفضل الأوضاع الاقتصادية الممتازة محلياً وعالمياً ، والتي من المتوقع أن تدفع سوق الأسهم إلى الاتجاه التصاعدي خلال الفترة المتبقية من هذا العام. ويرجح محللون حدوث انتعاش في السوق جنبا إلى جنب مع الاتجاهات العالمية ، حيث يرى الدكتور محمد المسهر أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة الملك سعود أن المؤشرات قد تتحرك صعودا في الربع الرابع ، خاصة وأن الاقتصادات في الولاياتالمتحدة وأوروبا وآسيا تظهر علامات مميزة من الانتعاش . وقال المسهر :إن السوق يترقب عن كثب نتائج الشركات للربع الثالث والتي من المقرر أن تظهر بعد إجازة عيد الفطر المبارك، مبينا أنها تعد أحد أهم المؤشرات لتوجهات السوق حتى نهاية العام الجاري. وذكر أن العوامل الحالية في السوق المحلي والعالمي تدعم تحسن السوق والتي من أبرزها أسعار النفط التي حافظت على مستوياتها لفترات طويلة، بالإضافة إلى ظهور بوادر انحسار الأزمة المالية العالمية وتحسن أسعار العقارات في بعض أجزاء الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي بريطانيا. وأعتبر أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة الملك سعود أن السوق في حالة ترقب لنتائج الربع الثالث والتي من المقرر أن تظهر بعد إجازة عيد الفطر المبارك، مع العلم بأن التأثيرات التي أحدثتها الأزمة المالية العالمية لم تكن قوية في السوق السعودي خاصة على القطاع المالي الذي كان متماسكا، إلا أن بعض الشركات المدرجة في السوق والتي ترتبط بتعاملات عالمية مثل الشركات البتروكيماوية قد تعرضت لتأثيرات ليست بالقوية لكن المؤشرات تدل على أن هناك بوادر انفراج عالمي للأزمة. وأضاف المسهر ": أعتقد أن السوق سيتجه إلى التحسن بعد إجازة العيد وحتى نهاية العام الجاري، وأن نتائج الشركات المرتقبة تعد مؤشرا لأداء السوق حتى نهاية العام الجاري"، مشيرا إلى أن السوق استوعب الآثار السلبية لتعثر مجموعة سعد والقصيبي ولم يعد لها تأثير كبير. وأوضح أن جميع العوامل الحالية هي في صالح تحسن السوق، والتي منها محافظة النفط على أسعار عالميا لفترة طويلة، إضافة إلى ظهور بوادر انحسار الأزمة المالية العالمية وتحسن أسعار العقارات في بريطانيا وبعض الأجزاء في الولاياتالمتحدة، متوقعا أن تتحسن نتائج الشركات للربع الثالث. ولفت المسهر إلى أن بوادر تحسن السوق ستظهر بشكل متدرج وستكون واضحة وجلية نهاية العام الجاري مع وجود المعطيات والمحفزات تؤكد تحسن الأوضاع الاقتصادية على الصعيدين المحلي والعالمي، مبينا أن الانخفاض عادة يكون سريعاً إلا أن الارتفاع يكون متدرجاً إلا في بعض الأسواق التي تخضع لعوامل نفسية وليست على تأثيرات حقيقية وهذا ينطبق على السوق السعودية، مشيرا إلى أن العامل النفسي كان له تأثيرات كبيرة جدا على السوق السعودية. وفي الجانب الآخر ،يعتقد متعاملون أن حالة الانتعاش المتوقع ان تشهدها سوق الأسهم المحلية بعد إجازة عيد الفطر، تعود إلى تحفز المستثمرين للتداول في أعقاب هذه الإجازة الطويلة وحرصهم على الاستفادة من أسعار بعض الأسهم التي يعتبرها العديد من المتعاملين مغرية للشراء.