عبر السنين التي تمثل عمر الوطن نجد أنفسنا مشدودة لأحد الأيام كل سنه. حيث تعود بناء الذاكرة إلى حقبة خالدة عانى فيها الآباء والأجداد بقيادة المؤسس من أجل وحدة هذه البلاد بعد أن كانت عبارة عن أقاليم متناحرة تأنف السلم وهي تنشد الدعة.. هذه الذكريات وان كانت دائماً على البال الا أنها تأكد في يوم معين من كل عام.. ذاك هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، ولا شك بأن هذه الذكرى هي ذكرى عزيزة على قلب كل مواطن بحجم ما يحمله ذلك اليوم من معان، وما يسطره من مواقف، وما يرسمه من ملامح، يعجز الذهن أن يتصور هذا الفرق الكبير بين الأمس واليوم، ومرد ذلك أن الفارق شاسع ولا يمكن أن يعتبر فارقاً طبيعياً وفق المقاييس العالمية في عمر الدول.. صحيح أن هُناك دولاً سبقتنا في التنمية والحضارة، ولكن لو نظرنا إلى العمر الزمني الذي أمضته هذه الدول في سبيل وصولها إلى تلك المستويات التنموية والحضارية وقارناه بما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مستوى حضاري وتنموي، وخلال تلك الفترة الزمنية لأدركنا أن المعجزة تكمن هُنا، وهُنا تُذهل الحقيقة الباحث المتعمق. ومن هنا جاء هذا التميز في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.. ولعل مما يُعطي لهذه الذكرى الوطنية في هذا العام زخماً آخر..حدثين هامين..أولهما افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي سيتم افتتاحها في اليوم الوطني.. هذه الجامعة التي قُدر لها- إن شاءالله - أن تُحدث نقلة نوعية في مستوى التعليم الجامعي والتأهيل العالي.. وبالتالي فإن مُخرجاتها سيكون لها الأثر في البناء التنموي العلمي والتكلنولوجي. أما الحدث الآخر فيتمثل في سلامة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز. مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية.. من محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها سموه على يد ضال من أفراد تلك الفئة الضالة التي تحاول - ولن تفلح - إن شاء الله العبث بمقدرات هذا الوطن ومكتسباته، وما أعقب تلك الحادثة من مشاعر جياشة عمت أرجاء الوطن إلى العالم العربي والإسلامي وبقية دول العالم تنديداً، وشجباً لذلك الحادث الإرهابي، ومافتئ المواطن في المملكة العربية السعودية يلهج بالحمد والثناء لله على أن حمى سموه من يد الغدر والخيانة. حماك الله ياوطني، وخلدكِ رمزاً للأمة، ومهوىَ للأفئدة، ولن يضيرك نعيق ناعق يلعق بلسانه الكذب والافتراء، ويجتر الغواية والضلال... * وكيل إمارة منطقة القصيم المساعد للشئون الأمنية