كل عام يطل علينا الأول من الميزان ونحن قادة وشعباً بألف خير ولو كره الكارهون.. ولو حاول الحاقدون، الحاسدون تعكير صفو هذا الأمن والأمان.. وكل عام نعيش ذكرى عزيزة على قلوبنا جليلة في نفوسنا تعكس تلك الجهود الموشحة بالإيمان، والصبر، والتي تحلى بها مؤسس، وموحد هذا الوطن الغالي، ورجاله المخلصون.. الكل منهم عاشق لتراب هذا الوطن. عز عليهم أن يعيش في إحن وتقاتل من بعد تفرق. فآثروا على أنفسهم، ونهضوا تدفعهم همم الرجال العالية، وعزائم المصلحين السامية. وهكذا جالوا الفيافي، والقفار، ودخلوا الديار آمنين مؤمنين، دعواهم أن الحمد لله، ورغباتهم تحقيق الوحدة لهذا الوطن وتوفير الأمن والأمان، والعيش الرغيد، والقضاء على الثالوث الفتاك بما يبثه من جهل، ومرض، وفقر.. تحفهم نوايا صادقة، وتظلهم رحمات مباركة، وتقلهم دعوات صالحة لم يزهقوا روحاً إلا بحقها، ولم يعضدوا شجراً، ولم يروعوا شيخاً، أو إمرأة، أو طفلاً.. خلت كل فتوحاتهم من الأسر، أو السبي، أو الغنم.. وما ذاك إلا لأنهم في وطنهم، وبين أهليهم.. وما حملهم على ما فعلوه إلا واجبهم نحوهم.. استشعاراً بمسؤولياتهم تجاه أهليهم، وذويهم، ووطنهم.. أملاً في خلاصة من قيده ليهنأ الأهل، والولد، ويعم الخير هذا البلد.. فكان لهم ما أرادوا، وحق لهم أن يفخروا بما صنعوا، وحق علينا أن نخلد ذكراهم، ولزاماً علينا كجيل يعيش الحاضر، وينعم بتلك المعطيات من منجزات أولئك الرجال، ومن حملوا الأمانة من بعدهم أن نحافظ على مكتسبات هذا الوطن، وأن نذود عن وحدته، ومقدراته بالروح، والدم وأن نأخذ على يد كل مارق يحاول الإساءة لهذا الوطن، وإهدار مقدراته، ومكتسباته غير عابئ بأنفس بريئة، ولا مكترث بأموال مصانة. هذا الواجب الملزم إنما يعيه أولو الألباب.. أما من تغافل عنه، أو تعامى عنه، أو تقاعس عنه فإنه وربي لغيره أضيع، ولنفسه أظل. حماك الله يا وطني، وخلدك رمزاً للأمة، ومهوى للأفئدة، ولن يضيرك نعيق ناعق يلعق بلسانه الكذب، والافتراء، ويجتر الغواية والضلال. (*)وكيل إمارة منطقة القصيم المساعد للشؤون الأمنية