لا يحتاج العيد إلى ارتقائية في التفكير للتأكد من قدرتنا على الفرح. ولا يحتاج إلى البحث عن إعادة التوازن المفقود أو التفضل بالانفتاح على لحظة سانحة للفرح أو حتى التفكير في أن هناك أياما ينبغي ممارسة أفراحها والتصدي لتلك الأفكار الغوغائية التي طالما صادرت أفراحنا ودعت إلى الانشغال بكل التحديات الحقيقية التي تدرجت في التراكم وحاصرت كلاً منا أزمنة طويلة **** يأتي العيد كما اعتاد في مواعيده بزمنه وقدرته على مصاهرة الأحلام وفتح أبواب التفاؤل حتى نهاية النفق ودمج الأمل.. مع أحاسيس ستظل تمور بأسئلة الحياة. **** يأتي العيد ونحن محملّون بتلال من القلق المعتاد وأيام عديدة من التأزم ولحظات مشوشة من أحاسيس العدم ومع ذلك هل علينا أن ننزع إلى تصفية الحسابات مع أنفسنا والاتكال على كوارث ما نشعر به؟ هل علينا أن نجتر خيبات الزمن وويلات هذه المآسي؟ ونستكين إلى متاريس أصرت أن لا تفتح مساراتها وأن تبقيها مغلقة تفيض بالفراغ وتهطل باللاإحساس **** أتى العيد وعلينا أن نحتفي به وأن نستشعر أن الإحساس لا يزال بخير وأن قدرتنا على الفرح وممارسة هذا الفرح لا تزال قادرة على بث الدفء لدى الآخر وتلمس مفاتيح أيام ينبغي أن تكون جميلة **** لا يحتاج العيد إلى البحث عن فلسفة الفرح أو التفتيش في زوايا القلب للوقوف على مرفأ تستدير معه لحظة الجمال وترسم ألوانها كما تريد فقط نحتاج إلى التمسك بحقنا في أن نرتدي من الداخل ملابس العيد وأن نفرح بها وأن لا نعتبر ذلك خروجا عن النص اليومي أو تجاوزا لمفردات الحياة التي من العدل أن نعيشها. **** سقف الفرح عال وسقف العيد الذي نخطئ في متابعة تلمسه لمعانقتنا. **** عيدكم مبارك وعيد سعيد على الأمة الإسلامية ودون إمطار بالأسئلة كل عام وأنتم تعانقون الحياة بإحساس لا يحتمل التأجيل