أكد مدير عام المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام الأستاذ فهد الراجح على أهمية الأدوار التي يضطلع بها المؤسسة لا سيما البرامج الموسمية وخاصة في شهر رمضان والتي تتميز بالتنوع والشمولية ومنها حفل الإفطار الجماعي للمستفيدين من برنامج الإسكان منوهاً بالسياسة التي تنتهجها المؤسسة من خلال تحديث أنظمتها وإجراءاتها الإدارية منوهاً بما قدمته هذه المؤسسة شمل العديد من البرامج والمشروعات لصالح الأيتام منذ إنشائها، الأمر الذي يزيد من مسؤوليتها تجاه الأيتام، وفيما يلي تفاصيل هذا الحوار الذي يلقي الضوء على ابرز المشاريع: * ماهي أهم برامج المؤسسة التي قدمتها في شهر رمضان المبارك ؟ - المؤسسة تهتم اهتماماً كبيراً بالبرامج الموسمية، وخاصة في شهر رمضان المبارك، ولعل من آخر البرامج التي أقامتها المؤسسة حفل الإفطار الجماعي للمستفيدين من برنامج الإسكان، حيث تمت إقامة الحفل يوم الأحد الموافق 16/9/1430ه وحضره جميع الأبناء، وكذلك الإخوة الزملاء بالمؤسسة من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام ومشرفي الإسكان .. ولا يفوتني في هذا المقام أن أشير إلى تأكيد معالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين على ضرورة تفعيل البرامج والأنشطة الموجهة للأبناء. *هل هناك نية لإعادة تشكيل مجلس إدارة المؤسسة؟ - نعم تتجه المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام لتشكيل مجلس إدارة جديد فقد صدرت توجيهات معالي رئيس مجلس إدارة المؤسسة بإعادة تشكيل المجلس، والذي ضم في عضويته العديد من المتخصصين والمهتمين بشؤون الأيتام، وتأتي إعادة تشكيل المجلس حرصاً من المؤسسة على تبني سياسات تطويرية تخدم الأيتام، ومن المتوقع بمشيئة الله تعالى أن يعقد المجلس جلسته الأولى في القريب العاجل. * هل من سياسة المؤسسة تحديث أنظمتها وإجراءاتها الإدارية؟ - هذا سؤال جيد، وبالفعل فقد اعتمدت المؤسسة مؤخراً مجموعة من الأنظمة واللوائح الإدارية، وهي في طور التطبيق حالياً، وستخضع هذه الإجراءات إلى تقييم خلال تطبيقها. * المؤسسة في جعبتها الكثير من البرامج والمشروعات الخيرية، هل لكم أن تلقوا الضوء على أبرز تلك المشروعات، وهل تم تنفيذ شيء منها؟ - لقد أفاء الله سبحانه وتعالى على هذه المؤسسة من فضله الكثير، وقد قدمت هذه المؤسسة العديد من البرامج والمشروعات لصالح الأيتام منذ إنشائها، الأمر الذي نحسبه يزيد من مسؤوليتنا تجاه أبنائنا الأيتام، إضافة إلى أن ثقة الكثيرين من أبناء هذا البلد تحدونا لأن نكون عند حسن ظنهم بنا، لذا فإننا بصدد تنفيذ عدد من البرامج التي منها ما تم تفعيله وأصبح واقعاً ملموساً ومنها ما هو طور التفعيل والتطوير ومنها: الحج الأسري، وهو برنامج يمنح الأيتام ومن في حكمهم وزوجاتهم فرصة أداء الحج لهذا العام، مع تهيئة كافة الظروف الملائمة لهم مادياً ومعنوياً لكي يتحقق لهم أداء هذا الفرض بكل طمأنينة وراحة بال. وهناك أيضاً برنامج الإسكان، يتمثل في دعم الأيتام في استئجار مساكن لهم تتوافر فيها مقومات السكن الملائم لمن طوي قيدهم من الدور التابعة لوكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية، أو ممن تخلت عنهم الأسرة البديلة، أو المراجعين من خارج مدينة الرياض لأي أمر يتطلب مكوثهم في الرياض، أو ممن ليسوا مستقرين في حياة زوجية أو وظيفية، ويكون السكن فيه مؤقتاً وليس دائماً، لإيماننا، بأن المكان الطبيعي للشباب هو في بيته مع زوجته وأبنائه تحت إشراف فريق متابعة ميدانية تتألف من المشرفين الاجتماعيين، ومن الأهداف الهامة لهذه المساكن، حماية أبنائنا الأيتام من الضياع أو المكوث في أماكن يظن بها تعريضهم للانحراف أو الشبهة به، أو ما يعرضهم لأي مخاطر، والتأكد من أنهم يأوون إلى مكان موثوق بعيداً عن الاختلاط برفقاء السوء. وبرنامج التدريب والتوظيف الذي يهدف لمواصلة التعليم وصقل مواهب وقدرات الأيتام وتنمية مهاراتهم في المجالات التقنية وبرامج التطوير الذاتي، وإعداد اليتيم وتهيئته للالتحاق بسوق العمل وفسح المجال أمام المؤسسات والشركات الوطنية للإسهام في تدريب وتوظيف الأيتام كواجب وطني وإيجاد فرص عمل للأيتام تساعدهم على الاستقلال الذاتي وبناء شخصياتهم وسد حاجاتهم. وكذلك برنامج صلة الذي يهدف إلى تحقيق صلة الرحم التي يحث عليها ديننا الحنيف والإشباع العاطفي للأبناء الأيتام الذين قدر لهم أن يفقدوا أمهاتهم وتنقطع صلتهم بهم لوقت طويل وتوفير الاستقرار النفسي لليتيم باقترابه من والدته ومعرفته بها والتواصل معها إضافة إلى بناء الثقة في نفس اليتيم من خلال شعوره بأنه لا يختلف عن بقية أفراد المجتمع. وبرنامج هدية المولود الذي تقدمه الجمعية لمشاركة الوالدين فرحتهم بمولودهما الجديد وبما ينسيهما مرارة اليتم وتعزيز وترسيخ ثقة الوالدين في أن المجتمع ما زال يحيطهما بالحب ويشاركهما مشاعرهما وكذلك دعم الوالدين في توفير احتياجات المولود الجديد ومستلزماته والمشاركة في تغطية نفقات ومصاريف الولادة. ومن برامج المؤسسة أيضاً برنامج المساعدات للأيتام، وهو ثمرة التعاون بين المؤسسة ووكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية سعياً لتوفير سبل العيش الكريم للأيتام ومن في حكمهم ليشقوا طريقهم في الحياة بيسر وسهولة مما يجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع معتمدين بعد الله على أنفسهم، قادرين على التعامل مع ما قد يمر بهم من صعوبات في الحياة، وحيث يلزم الأمر أحياناً حصولهم على فرص لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمادي، فإن هذا التعاون المثمر بين الوكالة والمؤسسة، وانطلاقاً من واجبات الطرفين تجاه هذه الفئة يتيح المساعدات لكل حالة حسب ظروفها وبما يتماشى مع الضوابط العامة وما يحقق فاعلية البرامج اللاحقة بصورتها العملية التي تحقق أهداف الأطراف المتعاونة فيحصل اليتيم على المساعدة اللازمة لتأمين احتياجاته من مركبة أو سكن وخلافه، وتحقق الوكالة والمؤسسة ما قصد من أهداف تربوية، ومن برامج المؤسسة كذلك برنامج رعاية الحالات الخاصة ويقصد بها فئة من الأيتام ومن في حكمهم يشتكون نقصاً في قدراتهم (الجسمية أو العقلية) لا يمكنهم من خدمة أنفسهم أو التعايش مع المجتمع أو التواصل معه بشكل متوافق سليم كأقرانهم الأسوياء، والمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام أنشئت لتخدم الأيتام ومن في حكمهم كافة (الذكر والأنثى - الصغير والكبير - الصحيح والسقيم)، لذا فإن الأيتام ومن في حكمهم ممن يشتكون علة أو بهم سقم كعاهة جسمية أو عقلية يندرجون ضمن الفئات التي تعنى بهم المؤسسة وسيتظللون بظلها وينعمون بخدماتها، وهم المقصودون بالحالات الخاصة، واتساقاً مع مبادئ الرسالة السامية التي تؤديها المؤسسة ومقتضياتها، فإنها لم تترك الاهتمام بهؤلاء الأيتام إلى حين النظر إلى غيرهم، بل تنظر إلى جميع الأيتام على أنهم أبناء لها كل له الحق ذاته في الخدمة، لا إفراط ولا تفريط، وهي تراعي عند تقديم خدماتها نوعية المستهدفين واختلاف حاجاتهم، وتنوع متطلباتهم، إضافة إلى برامج التدريب والتوظيف والتزويج وتأثيث المساكن والتوعية والتثقيف والتأهيل وغيرها التي تصب في مصلحة الأبناء. * هل لكم أن تتحدثوننا عن تفاعل المجتمع مع البرامج، ومدى استجابة أفراده ومؤسساته نحو التبرع مادياً ومعنوياً لدعم تلك البرامج؟ - كما يعلم الجميع مجتمعنا فيه خير، وهو بهذه الصفة لا يقول ما لا يعمل، بل هو سباق لفعل الخير أينما كان، وقد حظيت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بتفاعل المجتمع بفئاته وشرائحه مع برامجها، وتلقت إعانات نقدية وعينية تفوق ما كنا نتوقع ولله الحمد، خاصة أن المؤسسة حديثة الإنشاء، إضافة إلى من تطوع بجهده وخبرته دعماً للمؤسسة ونهوضاً بخدماته، فللجميع منا الشكر والتقدير والعرفان، ونسأل الله تعالى أن لا يحرمهم الأجر والمثوبة على ما يقدمونه ويبذلونه. * في نهاية اللقاء ما هي كلمتكم الأخيرة ؟ - نعم ثمة كلمة يجب أن توجه، فهي كلمة شكر وتقدير لكل من ساهم بجهده أو ماله سعياً لإنجاح برامج المؤسسة وخدمة أبنائنا الأيتام، ونسأل الله القدير أن يجعل ما يقدمونه في موازين أعمالهم وأن يعلي به منازلهم. وتعد رعاية الأيتام ومن في حكمهم وتلمس حاجاتهم والأخذ بيدهم إلى ما يكفل لهم بإذن الله حياة كريمة لهو أفضل تلك الميادين وأعظمها أجراً عند الله، وقد جاء في كتاب الله عز وجل الحث على رعاية اليتامى وإصلاح لهم في ثلاثة وعشرين موضعاً، وكذا في عديد من الأحاديث النبوية المطهرة، وأنا على يقين بأن من وصلته رسالة المؤسسة فلن يبخل ما يقدر عليه من جهد أو مال أو كلمة طيبة تعين على الخير.