أكد المدير العام للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام الأستاذ فهد بن عبدالله الراجح على اهتمام ورعاية الدولة للأيتام بشكل عام في مجتمعنا وبفئة "مجهولي الأبوين" على وجه الخصوص، وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم. وكشف الراجح في حديث ل "الرياض" عن العديد من البرامج والخطط التي تعكف عليها المؤسسة حالياً لخدمة بها، كما استعرض العديد من الجوانب الخاصة بهذه الفئة وكيفية تعامل المؤسسة مع الأيتام المتزوجين والمشاكل التي قد تنشأ بينهم إضافة إلى برامج رعاية الأيتام غير المتزوجين، وجهود المؤسسة في توظيف عدد من الأيتام في القطاع الخاص إضافة إلى الإشارة لحملة المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام لعام 1429ه. والتي ترعاها إعلامياً جريدة الرياض. وفيما يلي نص الحوار: @ ما تقويمكم للعمل في المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بعد مضي أربع سنوات على إنشائها؟ - تقويمنا للعمل في المؤسسة متروك لكل مطلع، ونحن نرى أن أعمال المؤسسة ما زالت دون طموحات منسوبيها، وهذا ما يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد والعمل الدؤوب لتحقيق تلك التطلعات، ولدينا فرع للمؤسسة في محافظة جدة وآخر بالدمام وخدمات المؤسسة امتدت بحمد الله إلى كافة مناطق المملكة وشملت أعدادا كبيرة من الأبناء. @ هل هناك تعاون مع رجال الأعمال والجهات ذات العلاقة معكم في مهامكم المتعلقة بمساعدة الأيتام على إكمال الدراسة أو الحصول على وظائف مناسبة أو تدريبهم وما إلى ذلك من مهام ذات ارتباط بتلك الجهات؟ وإلى أي مدى يكون هذا التعاون. - بالنسبة لتعاون رجال الأعمال مع المؤسسة فهم متعاونون جداً معها ويسعون دائماً لدعمها ومساندتها سواء كان ذلك مادياً أو غير ذلك كتوفير الوظائف على سبيل المثال، ونأمل مواصلة الدعم وان يحثوا غيرهم دعم المؤسسة وبرامجها حتى لا يشعر اليتيم بنقص عن غيره، وأما من ناحية تعاون الجهات التعليمية مع المؤسسة فنجد حقيقة الحرص من تلك الجهات على مساعدة الأيتام من ناحية مواصلة تعليمهم ويتمثل ذلك بتوفير مقاعد مجانية لهم وهذا أمر يشكرون عليه. @ في مجال تنمية موارد المؤسسة هل لديكم النية لاستثمار الدعم المادي الذي تتلقاه المؤسسة بشكل غير مستمر من أهل الخير في (محافظ أو مشاريع) على سبيل المثال لتعود على المؤسسة فيما بعد بعوائد سنوية دائمة تستطيع من خلالها تغطية احتياجاتها ومصروفاتها؟ - المؤسسة في هذه الأيام تعكف على دراسة لتطوير مستوى الأداء والبرامج وتعتمد على الخطط والمشروعات السنوية المقدمة من الإدارات وبنظرة أولية لهذه الخطط اعتقد أن في جعبتها العديد من المشاريع والبرامج التنموية والاستثمارية ما هو كثير ومناسب من اتفاقيات سنوية مع الشركات والمؤسسات الخيرية والأهلية واعتقد أن "برنامج الوقف" من أهم هذه المشاريع المستقبلية للمؤسسة. @ أحد أبرز أهداف المؤسسة السعي لتطوير منهجية الرعاية اللاحقة المقدمة للأيتام ومن في حكمهم بما يكفل لهم تحقيق القدر المناسب من الإشباع العاطفي والأمن النفسي والاجتماعي ليتحملوا فيما بعد مسؤولياتهم في المجتمع.. ما هي آلية وملامح هذه المنهجية وكيف استطعتم تطبيقها؟ - تولي المؤسسة جانب (الرعاية اللاحقة) أهمية كبرى وهي في الواقع الهدف الأساسي الذي أنشئت من اجله لذا سعت من خلال مجموعة من المتخصصين في الجانب الاجتماعي والنفسي إلى وضع آلية عمل مع المشمولين بالرعاية سواء أكانوا أسرا أم أفرادا، وتحظى اسر الأيتام بمتابعة من مجموعة من الأخصائيين والأخصائيات الذين يقومون بدورهم في التواصل مع الأزواج والزوجات لتبصيرهم بأساسيات الحياة الزوجية والتعامل الأسري الأمثل وطرق حل المشكلات بالإضافة إلى قيام فريق العمل بالتعامل المهني مع الخلافات الزوجية التي تحدث بين أسر الأيتام وحلها بالشكل الودي وبما يكفل استقرار حياتهم وسعادتهم، أما الأفراد العزاب فلقد أعدت المؤسسة مؤخراً خطة شاملة متكاملة تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية وتغطي جوانب الإسكان والإعاشة وتم البدء فعلاً في تنفيذ هذه الخطة والتي جاءت متوافقة مع تطلعات المسئولين ومحققة في ذات الوقت لاحتياجات الفئة المستفيدة. @ برنامج الابتعاث من البرامج التي تحظى بدعم واهتمام من المؤسسة ؟ كم بلغ عدد المبتعثين من أبناء المؤسسة حتى الآن وكيف تتم متابعة أحوال المبتعثين؟ - من أهم أهداف المؤسسة الخيرية التي أنشأت من أجله هو خدمة فئة الشباب ممن انتهت فترة رعايتهم من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك الأبناء المحتضنون لدى أسر بعد تجاوزهم سن الثامنة عشرة إضافة إلى الفتيات المتزوجات ممن حظوا برعاية الوزارة والمطلقات، وبرنامج الابتعاث من أهم البرامج التي تقوم بها المؤسسة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، فقد وجه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور /يوسف بن أحمد العثيمين رئيس مجلس إدارة المؤسسة بتوفير كل الإمكانيات التي يحتاجها أبناؤنا الأيتام على وجه العموم والمبتعثين على وجه الخصوص لتسهيل مهمتهم في مواصلة تحصيلهم العلمي وتم ابتعاث أكثر من مائة من أبنائنا الأيتام للدراسة في بريطانيا وكندا واستراليا وماليزيا وغيرها، وتم عمل برنامج الراغبين في الابتعاث لمدة أسبوع حضره العديد من المتخصصين من وزارة التعليم العالي لمناقشة الأبناء حول رغباتهم والدول التي تتميز بالمجال الذي يرغب الابن التخصص فيه، ويتم التواصل مع من يدرسون حاليا خارج المملكة عن طريق ضابط اتصال خصص للتواصل معهم عن طريق الاتصالات الهاتفية أو عن طريق موقع المؤسسة الإلكتروني http://www.aytam.org/ ، ويجري التنسيق مع وزارة التعليم العالي ليتم متابعة الأبناء عن طريق الملحقيات الثقافية في دول الابتعاث كجهة رسمية هناك. @ السعي إلى تزويج أبناء وبنات المؤسسة من الأيتام أحد مهام المؤسسة كيف يتم ذلك وهل تواجهكم صعوبات في هذا العمل وفي تفهم المجتمع للدور الذي تقومون به في هذا الإطار؟ - تقوم المؤسسة بدفع مبلغ ستين ألف ريال للمقدم على الزواج مهراً للزواج المبلغ المخصص من الدولة أيدها الله وأيضا تتولى المؤسسة استئجار شقة وتأثيثها لإتمام زواج الابن، والمشاركة مع المتزوجين ليلة زواجهم بما يحقق المشاركة الوجدانية والإنسانية، أما ما يخص الصعوبات فأعتقد أن الدعم المالي لهذا البرنامج من الصعوبات التي تواجهه وأود هنا أن أشير إلى أن هناك تنسيقاً مستمراً بين المؤسسة ووزارة الشؤون الاجتماعية فيما يسهم في خدمة ورعاية أبنائنا الأيتام. @ من ضمن إدارات المؤسسة "إدارة الخدمات الإنسانية" ما هو دور هذه الإدارة ؟ - إدارة الخدمات الإنسانية تتفرع إلى قسمين هما "الخدمات الاجتماعية" يقوم بدور استقبال الحالات وإجراء البحث الميداني والمكتبي لكل حالة وتلمس احتياجات الأبناء ومتابعتهم بشكل مستمر، و"الخدمات النفسية" ويتولي دراسة الحالات المرضية التي تعاني من بعض المشاكل النفسية وتحتاج إلى جلسات علاجية وبرامج تعديل السلوك والتنسيق مع كافة الجهات المعنية في هذا الخصوص. كما يوجد تحت مظلة هذه الإدارة فريق ميداني يقوم بمتابعة الأبناء في مساكنهم، وقد تم تعيين رئيس للفريق ويعمل معه مجموعة من المشرفين الذين يتولون متابعة الأبناء والإشراف عليهم في مساكنهم ومتابعة أوضاعهم سواء الدراسية أو الوظيفية بإشراف مباشر من المؤسسة. @ تنظم المؤسسة دورات تدريبية متخصصة لأبنائها الأيتام.. ما أبرز هذه الدورات وكيف تقيمون نتائجها؟ - هناك كثير من الدورات التي تقدم للأبناء ولعل من أبرزها دورات الالتحاق بدبلومات اللغة الانجليزية ودورات الحاسب الآلي أيضا هناك دورات متخصصة للفتيات عبارة عن دورات قصيرة بفن التجميل والخياطة وغيرها التي تؤهل أبناءنا الأيتام من أجل الالتحاق بسوق العمل، وكذلك لدى إدارة العلاقات العامة والإعلام وتنمية الموارد منظومة من الدورات التثقيفية والتوعية التي تقام على مدار السنة منها ما هو مخصص للمتزوجين في كيفية التعامل مع الحياة الزوجية، أما من ناحية تقييم هذه الدورات فقد أقيم العام الماضي عدد منها وكان التفاعل معها جداً رائعاً من جميع النواحي ونحن بصدد تنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية والتأهيلية في مجال توجيه السلوك والإرشاد والتثقيف للأبناء والبنات المتزوجات على شكل حلقات تدرس وورش عمل بالتعاون مع أساتذة متخصصين في هذه المجالات. @ كيف ترون مستقبل الأيتام في مجتمعنا بشكل عام؟ - تولي الدولة وفقها الله رعايتها واهتمامها للأيتام بشكل عام و"مجهولي الأبوين" على وجه الخصوص وتقدم لها كافة أوجه الرعاية سواء من نشأ داخل الدور الاجتماعية أو من نشأ داخل الأسر الحاضنة وبلا شك فان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يحتذى به وبعطاءاته ورعايته الأيتام، واعتقد بأنه لا خوف على الأيتام في مجتمع مسلم يسوده التكافل الاجتماعي والمودة والرحمة والمستقبل مضيء بحول الله حيث نرى أن هناك جمعيات وكذلك مؤسسات كلها تعنى بهذه الفئة الغالية في مجتمعنا ولله الحمد. @ كيف رأيتم التفاعل مع الحملة الإعلامية التي تقوم بها المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام برعاية الرياض إعلامياً؟ - لاشك أن رعاية الأيتام ومن في حكمهم وتلمس حاجاتهم للوصول إلى حياة سعيدة يعتبر من أعظم الأمور والأفعال التي يقوم بها الفرد في مجتمعنا هذا الذي جبل على البذل والعطاء دائماً وبشكل مستمر في أمور الخير ومن خلال هذه الحملة الإعلامية التي تقوم بها المؤسسة للتعريف بما تقوم به وما تقدمه لهؤلاء الأيتام وتجد هذه الحملة تفاعلا إيجابيا من أبناء مجتمعنا المبارك وهذا ما سيكون له دود إيجابي على قيام المؤسسة بواجباتها ومسؤوليتها المناطة بها تجاه فئة غالية وعزيزة علينا جميعا ألا وهم الأيتام. @ كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء لمن توجهونها؟ - كلمة شكر وتقدير لكل من ساهم بجهده أو ماله سعيا لإنجاح برامج المؤسسة وخدمة أبنائنا الأيتام، ونسأل الله القدير أن يجعل ما يقدمونه في موازين أعمالهم وان يعلي به منازلهم، ومجتمعنا ولله الفضل مجتمع خيري والكثير من أبنائه يرغبون في الاطلاع على مجالات العمل الخيري كي يتمكنوا من تقديم ما بوسعهم من دعم ومساعدة، وتعد رعاية الأيتام ومن في حكمهم وتلمس حاجاتهم والأخذ بيدهم إلى ما يكفل لهم بإذن الله حياة كريمة أفضل تلك الميادين وأعظمها أجرا عند الله، وقد جاء في كتاب الله عز وجل الحث على رعاية اليتامى في ثلاثة وعشرين موضعا وكذا في عدد من الأحاديث النبوية المطهرة، وأنا على يقين بأن من وصلته رسالة المؤسسة فلن يبخل فيما يقدر عليه من جهد أو مال أو كلمة طيبة تعين على الخير، واشكر في نهاية هذا اللقاء جريدة "الرياض" التي نعتبرها في المؤسسة الراعي الرسمي للعمل الخيري، ولها منا الشكر والتقدير على ما قدمته وما تقدمه لخدمة العمل الخيري الإنساني في وطننا الحبيب.