سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين: المرحلة تقتضي إيجاد «إستراتيجية وطنية» تحمي الشباب من الانجراف وراء التيارات المضللة ولا نقبل بديلاً عن الوسطية التي ترفض الغلو والتعصب والانحلال وجه لدى تسلمه تقرير مركز الملك عبدالعزيز للحوار بعقد اللقاء الثامن في نجران
تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التقرير السنوي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وقام بتسليم التقرير للملك المفدى معالي رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، وأعضاء اللجنة الرئاسية معالي الدكتور راشد الراجح الشريف، ومعالي الدكتور عبدالله عمر نصيف، ومعالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، ومعالي نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، ونائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد بن سلطان السلطان، خلال استقباله أيده الله لهم في قصر الصفا بمكة المكرمة مساء امس. وخلال الاستقبال أكد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الأهمية الكبيرة التي يعلقها المجتمع على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في تعزيز الوحدة الوطنية ونشر قيم المحبة والإخاء بين جميع شرائح وفئات المجتمع وفي مناقشة القضايا الوطنية التي يسهم فيها المواطن بالرأي المسئول والمقترحات البناءة تجاه القضايا التي تهم جميع أبناء الوطن. خادم الحرمين يتحدث خلال الاستقبال وأشار الملك المفدى إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يعد قناة للتعبير المسئول ويهدف إلى محاربة التعصب والغلو والتطرف من خلال نشر الآراء المستنيرة والمواقف الحكيمة التي من شأنها المساهمة الفاعلة في تحقيق النتائج المرجوة من تناول القضايا الوطنية التي يطرحها المركز بين المواطن والمسئول. وأكد حفظه الله أن هذا الوطن والشعب السعودي الوفي لا يقبلان بديلاً عن الوسطية والاعتدال الذي يرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض فيه كذلك التحلل. وقال خادم الحرمين الشريفين: (إن المرحلة الراهنة تقتضي تضافر الجهود لإيجاد إستراتيجية وطنية تمكّن الشباب من التعرف إلى الطريق الصحيح نحو العمل والتنمية وتنير عقولهم بقيم الوسطية والتسامح والإخاء التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف وتحميهم من الانجراف وراء التيارات الفكرية المضللة التي لا تريد لهذا الوطن الخير ولا الاستقرار وتحاول السيطرة على عقول بعض الشباب لثنيهم عن الدور المنشود منهم في مجال البناء والتنمية). وقد اطلع خادم الحرمين الشريفين أيده الله خلال الاستقبال على نتائج اللقاءات التحضيرية التي عقدها المركز تحضيراَ للقاء الوطني الثامن ووجه حفظه الله بعقد اللقاء الرئيس للقاء الوطني الثامن تحت عنوان «الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية»، في منطقة نجران. كما اطلع رعاه الله على مشروع اللقاء الفكري الذي سينظمه المركز قريباً حول (واقع الخطاب السعودي الثقافي وآفاقه المستقبلية) حيث سيتيح اللقاء لكافة الأطياف والتوجهات الفكرية في المملكة الفرصة للحوار البناء ولطرح الأفكار وتبادل الرؤى حول واقع ومستقبل الخطاب الثقافي السعودي. وأشاد الملك المفدى بالجهود التي يبذلها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في مجال التدريب على الحوار، وفي مجال إشاعة ثقافة الحوار. واطلع خادم الحرمين الشريفين على الدراسة الميدانية التقويمية التي أعدت عن المركز بالتعاون مع مجموعة من الباحثين، ونوه أيده الله بالنتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، مؤكداً أهمية أن تشكّل الدراسة والنتائج التي توصلت إليها انطلاقة جديدة في عمل المركز لمزيد من الإنجازات الفكرية التي من شأنها تحقيق أهداف المركز وتطلعات المواطنين. كما اطلع أيده الله على الكتاب الوثائقي الذي أعده مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات السماوية والفلسفات الوضعية حيث وثق الكتاب آراء الكتاب والعلماء والمفكرين في العالم العربي والإسلامي والدولي حول هذه المبادرة التاريخية التي حظيت بتقدير العالم واحترامه. كما اطلع خادم الحرمين الشريفين على التصاميم الهندسية الجديدة لإقامة مقر لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يتواءم مع طبيعة ومهام المركز الفكرية. ووجه أيده الله بالعمل على إنجاز مشروع المقر للمركز بأسرع وقت ممكن، متمنياً أن يسهم المشروع الجديد في دعم أعمال المركز نحو تنفيذ المزيد من البرامج الفكرية والخطط التطويرية التي تحقق أهداف المركز، وسط بيئة عمل ملائمة ومتطورة. خادم الحرمين يتسلم التقرير من جانبه قال معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رئيس اللجنة الرئاسية في كلمة ألقاها أمام خادم الحرمين الشريفين (إننا في هذه الأيام المباركة نلمس نتائج ونجني ثمار جهودكم الخيرة لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، والمتمثلة في هذه النتائج الطيبة التي حققها مركز الملك عبدالعزيز واستفاد منها أبناء الوطن في مختلف القطاعات والمؤسسات الوطنية). وعبر معاليه عن عظيم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، على ما يحظي به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من مبادرات كريمة تدعم مسيرة الحوار الوطني وترسخ مفاهيمه في المجتمع. وأضاف معالي الشيخ صالح الحصين أن جهود خادم الحرمين الشريفين حفظه الله واهتمامه بالحوار أصبحت واضحة وجليه على المستوى المحلي والعالمي، وهو ما يوضح مدى حرصه على نشر القيم الإنسانية النبيلة والعدل والتسامح، في مختلف أنحاء المعمورة. وعقب الاستقبال أوضح معالي أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن خادم الحرمين الشريفين اطلع حفظه الله خلال هذا اللقاء على مشاريع المركز وبرامجه التي نفذها خلال الموسم المنصرم. وبين أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أبدى اهتمامه الكريم بدعم وتأصيل ثقافة الحوار في المجتمع السعودي وبين جميع أفراده، وأن يكون الحوار حالة شمولية لجميع أفراد المجتمع ومؤسساته. وقال الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إن خادم الحرمين الشريفين اطلع على الجوانب التدريبية التي يقوم بها المركز والتي تمثلت في تأهيل أكثر من (1200) مدرب ومدربة معتمدين لنشر ثقافة الحوار، وتدريب أكثر من (000ر160) مائة وستين ألف مواطن ومواطنه في (42) محافظة على مستوى المملكة العربية السعودية على تنمية مهارات الاتصال في الحوار، مما يؤكد إيجاد قاعدة مهمة لنشر ثقافة الحوار بالتعاون مع القطاعات الحكومية المستهدفة من برامج التدريب ومشاريعه. واختتم معالي الأستاذ فيصل بن معمر تصريحه برفع أسمى عبارات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، على ما يحظى به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من رعاية كريمة وتوجيه دائم كان له أبرز الأثر في تحقيق المركز لكثير من الأهداف النبيلة التي تسعى إلى ترسيخ قيم الحوار وثقافته الأصيلة في مجتمعنا الذي يستمد قيمه من ديننا الإسلامي الحنيف، والذي يدعو إلى الوسطية والمحبة والاعتدال والإخاء.