اقترب شهر رمضان المبارك على النهاية، وقد سبق حلول هذا الشهر قرار أصدرته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يقضي بمنع استخدام مكبرات الصوت الخارجية أثناء صلاة التراويح والصلوات الجهرية في المساجد بالمملكة، ورغم قرب نهاية الشهر الكريم، إلا أن هذا القرار لم يطبق سوى في قلة من مساجد المملكة، مما يؤكد أن هناك خللاً واضحاً في القرار أو في الجهة المصدرة له، مما جعل الميدان المتمثل في المساجد المنتشرة في جميع مناطق المملكة تحجم عن تنفيذ هذا القرار. وكان جدلاً قد ساد في الأوساط المحلية خلال الفترة الماضية حول منع استخدام مكبرات الصوت الخارجية في المساجد أثناء الصلاة الجهرية، حيث قوبل بالرفض التام من قبل معظم أئمة المساجد، ويؤكد ذلك عدم الالتزام بهذا القرار، ومع ذلك ظهرت آراء ترى بأن ليس هناك قراراً في الأصل، بينما أوضح مصدر في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ل" الرياض" أن إغلاق مكبرات الصوت يأتي بناء على تقديم شكوى من جماعة المسجد، وبالتالي تقوم الوزارة بدورها في مناصحة الإمام وإبلاغه بطلب جماعة المسجد بعدم رفع الصوت لوجود ضرر على الساكنين بالقرب من المسجد ووجود أطفال أو مرضى، فالتحرك يأتي بناء على طلب من جماعة المسجد الذي لهم دور أساسي في التحرك. ووجهت الوزارة قبل دخول شهر رمضان المبارك بمنع استخدام مكبرات الصوت الخارجية في المساجد من أجل القضاء على مشكلة التشويش على المصلين خاصةً في المساجد المتقاربة، والذي يتسبب عادة في الإخلال بخشوع المصلي نتيجة تضارب أصوات الأئمة مع بعضهم البعض، كما شمل التوجيه اقتصار نقل الدروس والمحاضرات والندوات على داخل المساجد فقط، كما شددت على منع الاستخدام المفرط لمكبرات الصوت في المساجد. وأكد عدد من أئمة المساجد في المنطقة الشرقية أن وزارة الشئون الإسلامية لم توجه لهم خطاباً يخص القرار الذي تناقلته وسائل الإعلام، مستغربين في الوقت نفسه أن تكون وسائل الإعلام هي القناة الرسمية التي توجه الوزارة قراراتها عبرها بشكل رسمي!!. قرار معلق ولعل اللافت للنظر أن الميدان لم يمتثل لقرارٍ كهذا، حيث قوبل برفض تام من أئمة المساجد، وقد يكون هذا القرار ضعيفاً مما جعل نسبة المنفذين له تكاد معدومة، بل إن الأمر تجاوز أبعد من ذلك عندما ذكر بعض أئمة المساجد، والذين التقتهم "الرياض"، أن الوزارة لم تبلغهم بقرارها وإنما سمعوه كغيرهم من وسائل الإعلام، علما – والحديث لهم – أن الوزارة قد درجت على إبلاغهم بالقرارات والتواصل معهم من خلال خطاباتٍ رسميه، إلا أن قرار منع استخدام مكبرات الصوت الخارجية لم يصلهم حتى الآن، بالرغم من قرب انقضاء شهر رمضان المبارك، مما يؤكد بأن هناك خللاً في التواصل بين وزارة الشئون الإسلامية وأئمة المساجد فيما يخص هذا الجانب، حيث علم البعض بهذا القرار من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة بحسب ما أكده الشيخ عدنان الأحمر إمام أحد مساجد مدينة الخبر، عندما تفاجأ بأحد المصلين يخبره أن هناك منعاً لاستخدام مكبرات الصوت وأن مصدره في ذلك خبر في إحدى الصحف!، صالح اليوسف ويتساءل الشيخ الأحمر"هل أصبح الإعلام هو الوسيلة التي من خلالها نستمد قرارات وزارة الشئون الإسلامية؟، أم أن هناك قنواتاً رسمية يفترض أن يصلنا أي توجيهٍ عبرها؟"، كما فند أن يكون قرار قد صدر بهذا الخصوص، كون الوزارة قد درجت على إبلاغهم والتواصل معهم باستمرار من خلال الخطابات الرسمية أو من خلال مراقبي المساجد في ألأحياء، مؤكداً أن ذلك لم يحدث رغم انقضاء ثلثي شهر رمضان المبارك. والغريب في الأمر هو غياب وزارة الشئون الإسلامية وصمتها حول عدم الالتزام بالقرار، حتى توقع الكثيرون بان القرار صدر بالخطأ، وعلى الصعيد نفسه عبر العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد للمنع، موضحين إن القرار يقضي على روحانية الصلاة والخشوع، وحرص البعض على المحافظة على الصلاة والمبادرة إليها عند سماع تلاوة القران. واستغرب إمام وخطيب أحد مساجد الخبر الشيخ أسامه الرتوعي أن يكون قراراً كهذا قد أصدرته الوزارة، موضحاً أن استغرابه يكمن في عدم وصول هذا القرار للجهات المعنية بتنفيذه في الميدان، رغم تأييده لهذا القرار في حالة وجود محظور شرعي كتداخل أصوات الأئمة في المساجد المتقاربة. وجهة نظر أخرى! ويؤيد الدكتور صالح اليوسف رئيس محكمة الخبر العامة بشدة استخدام مكبرات الصوت في المساجد في الأذان و الإقامة، وقال: "بالنسبة للصلاة فأرى بأنه من الصواب عدم استخدام مكبرات الصوت خارج المساجد، خاصة في الأحياء المكتظة بالسكان لوجود أطفال ومرضى ومتعبين ومن لديه أعمال، مشدداً على ضرورة استخدامها في المجمعات التجارية وأماكن تجمع العمال والشركات بهدف تذكيرهم بالصلاة، مرجعاً السبب إلى الفوائد الكبيرة والعظيمة التي يجنيها المسلم من خلال استخدامها لأنها تذكر الناس بأوقات الصلوات وتنبه الغافل، وتعطي روحانية للمكان الذي تنطلق منه، وتذكر المسلم دائما بذكر الله، كل ذلك أسباب وجيهة ومقنعة لوجود مكبرات الأصوات في المساجد في المجمعات التجارية وأماكن تجمع العمالة".ويتساءل المواطن أحمد الرشيدي عن الحكمة في تعميم منع مكبرات الصوت في كافة المساجد، مطالباً بأهمية إصدار نظام يبنى عليه تنفيذ أمر الإغلاق بحكم أن الإزعاج لا يأتي من الذكر والصلاة، بل مصدره بعض الأشخاص الذين يجب محاسبتهم عند تجاوزهم، وإغلاق ميكرفونات مساجدهم، حيث إن بعض الأئمة هداهم الله يرفعون أصواتهم بدرجة كبيرة حتى يسمعهم البعيد قبل القريب.