تختص هذه البلاد الطيبة بكثرة المساجد وكثرة محبي عمارة المساجد العمارة الحسية والمعنوية ولذا لايكاد يخلو طريق أو شارع أو حتى ممر من بيت من بيوت الله تعالى وهذا لا ريب منقبة ومفخرة لأهل هذا الوطن الكريم المعطاء رعاة ورعية. الملاحظ أن غالب هذه المساجد وخاصة في الصلوات الجهرية تستخدم مكبرات الصوت الخارجية وبعضها يكون صوته مرتفعا جدا والبعض يتعمد تركيب أجهزة ترديد الصوت "الصدى" حينما تبدأ الصلاة ومن المعلوم أن وقت الإقامة موحد يجد المصلي حيرة شديدة حيث تختلط عليه الأصوات فلا يستطيع متابعة إمامه والاستماع لقراءته ولايتمكن من الخشوع في الصلاة لاختلاط الأصوات عليه حتى في الركوع والسجود ينشغل بالأصوات مما يحرمه من الخشوع الذي هو أهم واجبات الصلاة وتزداد المشكلة في رمضان المبارك حيث صلاة التراويح والتهجد. نعم لاستخدام هذه المكبرات في الأذان والإقامة لإعلام الناس بالصلاة فقط للحاجة الماسة لاستخدامها أما بقية الصلاة من التكبير إلى التسليم فلست والله أدري ما ضرورة ذلك وما حاجته القصوى. صليت خلف الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فلفت نظري أنه يغلق مكبر الصوت الخارجي بعد الإقامة مباشرة ويكتفي بمبكر الصوت الداخلي فقط وهكذا الشيخ صالح الفوزان. ومما لايخفى أيضاً أن استخدام مكبرات الصوت في قراءة القرآن في الصلاة إضافة إلى التشويش على المصلين وحرمانهم من الخشوع يسبب الإزعاج الشديد لجيران المسجد مما لاتجب عليهم صلاة الجماعة من النساء والصبيان والمرضى وكبار السن فهل يجوز أذية المؤمنين بالقرآن وأنا أعرف عدداً ممن اشتكوا وتذمروا من زيادة صوت المكبر وتأثيره البالغ على أطفالهم الذين يصابون بالخوف والذعر وتتسبب هذه المكبرات في إزعاج نومهم الهادئ وهناك من تضرر سمعه بسبب زيادة صوت المكبر. ما أعلمه أن هناك تعميما من وزارة الشؤون الإسلامية لجميع أئمة المساجد في الاقتصار في الصلاة الجهرية على مكبر الصوت الداخلي فقط وإغلاق الخارجي ولكن الكثير من الأئمة هداهم الله قد اعتادوا التمرد والعقوق لوزارتهم الموقرة وأصبحت تعميمات وزارتهم التي ترسل إليهم ويستلمونها بالتوقيع والعلم حتى وإن كانت في التصدي للتطرف الفكري أو بيان حرمة النفس المؤمنة أو شجب العمليات الإرهابية أو التحذير من تنظيم القاعدة كل ذلك فقط حبر على ورق فلا سمع ولاطاعة للوزارة وتعميماتها وتوجيهاتها. المؤمل من الوزارة - وفق الله القائمين عليها - تجديد التعميم على منسوبيها بمثل هذا التوجيه والتعامل مع كل من لايستجيب لتوجيهاتها بشيء من الحزم فينذر مرتين أو ثلاثاً وإذا لم يستجب فيتم الحسم من مكافأته لأول مرة فإن استجاب وإلا فالأقسام الشرعية بالجامعات تخرج اعداداً كبيرة غالبهم حفظة لكتاب الله تعالى ومؤهلون لإمامة المصلين وإذا تمت التضحية بالقليل فسوف ينضبط الكثير وتنتهي مشكلة عقوق الأئمة والخطباء وتمردهم على وزارتهم الأم إلى الأبد. والله من وراء القصد...