سيقوم الاتحاد الأوروبي بتعيين مفوض جديد لحقوق الإنسان مع نهاية هذا العام، وحسب المصادر فإن هذا المفوض ذا شخصية قوية يتوقع أنه سيدفع وسيطالب بحماية طالبي اللجوء والعمال بمجرد التحاقه بالعمل في نهاية هذا العام. يتوقع أن يقوم المفوض الجديد للحقوق الأساسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالضغط على بريطانيا لقبول المزيد من طالبي اللجوء القادمين من جميع أنحاء أوروبا. إذ اشتكت عدد من دول البحر الأبيض المتوسط من أنها ترزح تحت ضغوطات شديدة نتيجة تزايد أعداد المهاجرين القادمين من الدول الإفريقية إلى أراضيها. وحسب المصادر حذرت بعض جماعات الضغط في بريطانيا من أن المفوض سيسعى لوضع حد لتوجيهات بريطانيا بتحديد ساعات العمل ب 48 ساعة أسبوعياً كحد أقصى. وحسب رأي المحللين فإن تقوية دوره سينعكس ايجاباً على حملة إعادة انتخاب خوزيه مانيويل باروسو كرئيس للمفوضية الأوروبية والتي ستجري الأربعاء المقبل والتي يتوقع فوزه فيها. قيل إن ذلك التطور سيدفع بحقوق الإنسان في الاتحاد إلى نفس مرتبة الاهتمام والنجاح التي تحظى بها التجارة والزراعة داخل المفوضية، خصوصاً وأن باروسو يحاول التركيز على ملف حقوق الإنسان ليكسب دعم الأحزاب الليبرالية والاشتراكية في أوروبا في الانتخابات. لكن تشديد المفوضية على حقوق الإنسان وخصوصاً طالبي اللجوء والعاملين كانت مثيرة للجدل في بريطانيا التي ادعت أن هذه القوانين تحمي حقوق المجرمين الأجانب، إضافة إلى أن كبار رجال العمال البريطانيين يشتكون من أن التشريعات التي تأتي من بروكسل خنقت مؤسساتهم لأنها فرضت عليهم روتينات عمل لا لزوم لها. كذلك تعيين مفوض جديد من شأنه وضع ضغوطات على حزب المحافظين البريطاني ليعيد حسابات بريطانيا لتتشاور في كثير من الشؤون مع الاتحاد الأوروبي في حال تم انتخاب ديفيد كاميرون كرئيس للوزراء. إذ أظهر استطلاع نشرته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن غالبية البريطانيين يطالبون بإجراء استفتاء حول معاهدة لشبونه حتى لو أدى ذلك إلى المزيد من تدخل الاتحاد الأوروبي في الشؤون البريطانية. بينما طالب المحافظون بخروج بريطانيا من لائحة حقوق الإنسان الأوروبية لأنهم يتوقعون بعد تعيين المفوض الجديد المزيد من التدخل الأوروبي في الشأن البريطاني. من ناحيته شكك مارك فرانسوا الوزير في حكومة الظل الأوروبية من ضرورة وجود المنصب الجديد وقال: " إن أوروبا لديها بالفعل هيئة لحقوق الإنسان هي المجلس الأوروبي، وبشكل عام يقوم المجلس بعمله بشكل جيد، وبشكل عام سينتهي بنا الأمر بتبديد الكثير من المال من أجل تكرار أشياء نقوم بها بالفعل في اماكن أخرى".