هل أنت مدخن .. هل تعرف رقم جوال راشد الماجد .. هل قابلت يوما وحتى ولو بالصدفة سامي الجابر .. هل قرأت شفرة دافنشي .. هل أعجبتك رواية بنات الرياض .. هل تحفظ ايا من قصائد بدر بن عبدالمحسن .. هل تقلق اذا عطس أحدهم بجانبك .. أسئلة سخيفة لا علاقة لها ببعض .. لكنني لا أدخن .. وأعرف جوال راشد الماجد وصادفت سامي الجابر في مطار روما وقرأت شفرة ديفنشي .. ولم تعجبني بنات الرياض وأحفظ قصائد بدر بن عبدالمحسن .. وأقلق جدا اذا عطس أحدهم جنبي .. بل وأكثر من ذلك .. وبالرغم من كل هذا فأنا أحب السجائر مع اني لا أدخنها .. ولا أحب اسمع راشد الماجد .. ولا اعرف من هو سامي الجابر لأنني لا أتابع أي نوع من أنواع الرياضة .. أحدهم قال لي هذا سامي .. وأرهقتني شفرة دافنشي وأشعرتني بالضجر والملل .. ولم أقرأ بنات الرياض مع اني قد أكون اشتريت اكثر من عشرين نسخة للاصدقاء .. ولا أحب الشعر حتى الذي أحفظه لبدر بن عبدالمحسن .. ولا أجد ضررا من أن أعطس في أي وقت وأستغرب من الذين يقلقون من العطاس !!. هي اذاً متناقضات الحياة .. نملك أشياء لا نحتاجها .. نسعى للتعرف الى أناس من باب الفضول .. نهتم بأشياء لا قيمة لها .. ونشغل أنفسنا بتفاصيل نحن في غنى عنها .. مالي ولراشد الماجد وسامي الجابر .. هناك أشياء عالقة في حياتنا بلا معنى .. في مكتبي لدي عشرات الأشرطة منذ ست سنوات لم أستمع لها .. وفي مكتبتي مئات الكتب منذ فترات طويلة لم اقترب منها .. وفي جوالي أكثر من خمسة آلاف رقم لأشخاص لا أذكر نصفهم .. لدي هواية جمع الأرقام وحفظها .. وفي ادراجي مئات الأوراق والملاحظات لا اعلم متى سأعود اليها .. وتفاصيل كثيرة ومزعجة ومرهقة ومملة .. مثل أن أحتفظ برقم راشد الماجد .. هل سأتصل به يوما وأقول له رأيي بأغانيه .. أم سأرسل له قصيدة برسالة وأطلب منها أن يغنيها .. أم آخذ رأيه بالأزمة الاقتصادية العالمية .. لكنني أحتفظ بالارقام .. وأعتبرها جزءا من كياني. هل لديك هوايات مماثلة .. هل لك طقوس في القراءة أو الكتابة او مشاهدة التلفاز .. هل يظل مزاجك متعكرا أول الصبح إلا أن تعدله بالشاي أو القهوة أو غيرهما .. هل هناك تفاصيل معينة في حياتك تحرص على فعلها يوميا حتى أصبحت جزءا من شخصيتك .. هل أحيانا تسأل نفسك أسئلة بلا اجابات مع أن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن تظل مجرد أسئلة بلا اجابات .. هل ترهق نفسك أحيانا ببعض التفاصيل ثم تكتشف أنها بلا أي قيمة .. هل أرهقتك بأسئلتي الكثيرة .. لا بأس ولكنها سنة الحياة .. للناس طقوسهم وأمزجتهم وهواياتهم التي يحرصون عليها .. حتى في النوم .. البعض منا لو تغير مكان نومه يظل الأرق يطارده إلى حين .. ودمتم سالمين.