(أحمد.ع.ص) صبي في الثالثة عشرة من عمره .. كان مثل طيف من بياض الطفولة، يرسم أحلامه البعيدة على كراس البراءة، تارة يُريد أن يكون طبيبا، وأخرى طيارا، ومهندسا ووزيرا ولاعبا .. و و و ... قبل أن يُداهمه ورم في الدماغ قبل نحو ستة أشهر .. نجمت عنه جلطة دماغية .. أخذت معظم قدراته، لم يعد يمشي، ولا يجلس ولا يقوم ولا يقضي حاجته .. تحوّل كل بياض الطفولة بين عشية وضحاها إلى كائن محطم يُنقل من مكان لآخر كما يُنقل المتاع. لم تكن حسرة أمه، ولا حول ولا قوة أبيه هي كل شيء .. فالجلطة الدماغية لم تُصب رأس أحمد الصغير وحده، وإنما أصابت كل أسرته، وأخذت منهم بهجة الحياة لولا الإيمان بقضاء الله وقدره، والأمل فيما عند الرحمن .. أجريت له عملية استئصال الورم من الدماغ مع الغدة النخامية بالمستشفى التخصصي، وخضع بعدها لثلاثين جلسة للعلاج بالأشعة، أحيل بعدها إلى مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الطبية للخدمات الإنسانية في برنامج تأهيلي لمدة ستة أسابيع، وظهر عليه شيء من تحسن طفيف، لكنه ظل عاجزا عن القيام والقعود والحركة والتحكم في قضاء حاجته. ولا يزال أحمد الذي ينام ويُفيق على دعوات والديه في هذا الشهر الكريم يخضع لتلقي هرمونات تعويضية عن طريق الحقن والفم، ويضع آماله الصغيرة في يد تمتد نحوه بفضائل شهر البركات علّها تكون السبب في استدراك بعض طفولته التي غادرته باكرا. الأطباء الذين أشرفوا على علاجه ينصحون بعلاجه في أحد المراكز الطبية المتخصصة في التأهيل الطبيعي في جمهورية التشيك .. غير أن دموع الأم وألم الأب وأحزان الأشقاء لا تدفع ثمن التذكرة ولا تكاليف العلاج الباهظة .. ليبقى أمل أحمد معلقا بالله سبحانه ثم أولئك الخيّرين الذين يريدون أن يتزودوا بما عند الله في شهر تتضاعف فيه الحسنات، جوال والد أحمد ( 0591462978 ).