بعد يومين فقط من مصادقة الحكومة الاسرائيلية على اقامة 455 وحدة استيطانية جديدة، وما أثارته من انتقادات واسعة، نشرت ما تسمى "مديرية اراضي اسرائيل" عطاءات لبناء 486 وحدة اخرى في مستعمرة "بسغات زئيف" شرق القدسالمحتلة. وذكرت صحيفة "هارتس" العبرية امس ان المخطط الاستيطاني الجديد يلامس الحدود الشرقية لمنطقة الحكم البلدي، ويشمل مساحة من الارض تبلغ 138 دونما مقسمة الى 25 عطاء فرعيا، وسيقلص في النتيجة المسافة بين مستعمرة "بسغات زئيف" والبلدات الفلسطينية المجاورة. ويأتي نشر هذه العطاءات، ومن قبلها المصادقة على 455 وحدة استيطانية في الكتل الكبرى، والكشف عن مخطط للاستيلاء على 550 دونما من اراضي جبل المكبر والثوري وسلوان، لاقامة منطقة حرجية، في ظل الترويج عن اتفاق قريب بين تل ابيب وواشنطن على "تجميد" الاستيطان، تمهيدا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وتعقيبا على ذلك ، قال مدير ومؤسس جمعية "عير عميم" (مدينة الشعوب) التي تحث على التعايش في القدس، المحامي داني زايدمان، " انه لا يحتمل أن تنشر عطاءات بهذا الحجم الواسع دون مباركة رئيس الوزراء. مضيفا "فان هذا فصل آخر في عملية الخداع لتثبيت حقائق على الارض في المناطق تحت غطاء تجميد المستوطنات". يذكر ان "بسغات زئيف" لم تكن مشمولة في قرار الحكومة الاسرائيلية القاضي باقامة 455 وحدة استيطانية، وما اعلن امس يرفع عدد الوحدات التي تنوي اسرائيل اقامتها الى قرابة الاف قبل الاعلان عن "التجميد" المزعوم. من جانبها دعت السلطة الفلسطينية امس اللجنة الرباعية الدولية إلى إلزام الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قراراتها الاستيطانية ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية "إذا كانت تريد صناعة السلام في المنطقة". وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات في بيان عقب لقائه مبعوث الامين العام للأمم المتحدة روبرت ساري والقنصل الأميركي العام دانيال روبنشتاين والقنصل اليوناني العام سوتيريوس كل على حده في رام الله امس "إن الحكومة الإسرائيلية اختارت طريق الاستيطان بدلا من طريق السلام". وشدد المسؤول الفلسطيني على انه لا توجد حلول وسط فيما يتعلق بموقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، على اعتبارها أعمالا غير مشروعة ولاغيه وباطلة وفقا للقانون الدولي.