يستقبل مركز الشفا السياحي بالطائف يومياً أكثر من عشرة آلاف زائر يومياً من الأهالي والسائحين القادمين من المناطق والمحافظات المجاورة، ويشهد طريق الشفا العام ازدحاماً غير مألوف في مثل هذه الأيام من العام، وتكتظ جنبات الطريق الدائري بأعلى عقبة الشفا بالعائلات التي تستمع بالطقس البارد والهواء المنعش وقطرات الهتان التي تتساقط بهدوء على المكان، بينما تنتشر مجموعات الشباب في المرتفعات والمطلات، ويزداد الإقبال على المقاهي ومحلات المواد الغذائية والمقاصف والمطاعم خلال الفترة المسائية حيث تزدهر الحركة التجارية بالمراكز .. ويرجع المواطن ضعيف حامد السفياني -من أهالي الشفا- هذا الإقبال إلى عدة عوامل، ومن أهمها هطول الأمطار اليومي على المركز وبرودة الطقس وتوفر الخدمات من دور إيواء سياحي ومحلات ومطاعم وخدمات صحية وطرق حديثة تصل إلى كافة المواقع السياحية بالمركز، ويقول إن الانتعاش البيئي في الشفا هو الأبرز خلال هذه الأيام، في ظل الأمطار الغزيرة والمستمرة التي هطلت ومازالت تهطل على جميع القرى والمزارع. ويلاحظ الزائر للشفا خرارات مائية تتدفق من الشقوق الجبلية نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى داخل الجبال من المرتفعات، ويقوم بعض السائحين بالشرب من هذه المياه العذبة والتي تتميز ببرودتها ونقائها. وعلى الرغم من المساحة الشاسعة لشفا الطائف، إلا أن الطبيعة الجبلية جعلت الكثير من المواقع تغيب خلف السلاسل الجبلية الشاهقة، وكانت هناك جهود مميزة لأمانة الطائف لمد العديد من الطرق إلى وجهات سياحية جديدة خلال السنوات الماضية، وتقع منطقة الشفا بني سفيان في الجنوب الغربي من محافظة الطائف، وتمتد حدودها من وادي عرضة وبلاد قريش شمالاً إلى جبال تهامة - شديدة الانحدار - جنوبا، ومن بلاد عوف وثمالة - المجاورة لخط الجنوب - شرقاً إلى جبال تهامة الحجاز وبلاد هذيل غرباً، ومركزها الرئيسي وادي الفر - وتبلغ مساحة الفرع ما يقارب عشرة آلاف كيلومتر مربع، وتبعد عن مدينة الطائف ثلاثين كيلومتراً إلى الجنوب الغربي، وموقعها هذا على جبال سراة الحجاز، والتي تحيط بجبل غزوان التي تقع عليه مدينة الطائف، ووقوعها على شفير تهامة اكسبها جمالاً بديعاً وجواً لطيفاً، وترتفع الشفا من 2200 - 2500متر عن سطح البحر، وبها ثاني أطول قمة جبل في المملكة بعد قمة السودة، وهي قمة جبل قرنيت، ويربط الشفا مع الطائف بخط معبد . ويعول أهالي الشفا على انجاز طريق المحمدية، الذي يصل المركز وقراه بساحل البحر الأحمر خلال العامين المقبلين، مما يفتح آفاق اقتصادية رحبة أمام الأهالي ويجذب عشرات المستثمرين إلى المنطقة. وتتميز الشفا بكثرة جبالها الشاهقة التي تنحدر تدريجياً نحو الشرق والشمال، في حين تنحدر بشدة وبشكل عمودي أحياناً باتجاه الغرب والجنوب الغربي، أي باتجاه سهول تهامة، ومن أشهرها جبل دكا ويبعد 28كيلوا متراً عن مدينة الطائف، وجبل دكا وهو ثاني أعلى جبل في المملكة. وتكثر الأودية شديدة الخصوبة بين هذه الجبال، كما تكثر فيها الأشجار وتنتشر بها المزارع الخضراء التي تنتج أفضل أنواع الفواكه والخضروات، ومن أشهر الأودية وادي الفرع، ووادي السيل المحرق، ووادي ذي غزال، ووادي الشعبة، ووادي حرجل، ووادي الشري، ووادي البو، ووادي تنقد، ووادي القر بني عمر، ووادي رمان، ووادي مسور، ووادي دحضة وغيرها من الأودية التي تسيل بعضها هذه الأيام. وقال مسئول التسويق بجهاز التنمية السياحية والآثار بالطائف طارق خان، إن من أهم المنتجات الزراعية لمزارع الشفا الرمان، والعنب، والتين (الحماط)، والتين الشوكي ويسمى أيضاً بالبرشومي. كما تشتهر المنطقة بالورد الطائفي الذي يستخرج منه دهن الورد بعملية التقطير، وهو من أجود وأغلى العطور، وإضافة إلى المنتجات الزراعية، تشتهر المنطقة بتربية الأغنام والنحل، فتنتج أجود أنواع العسل، ومن أنواعه العسل الصيفي، وعسل السدر، وعسل الطلح، كما تشتهر المنطقة بالسمن الشفوي، وهو معروف ويصنع بنكهات مختلفة مثل السمن بالريحان، والسمن بنكهة الضيمران، وهي شجرة طيبة الطعم وزكية الرائحة تنبت في الأودية والجبال.