على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر تداعب بني مالك قوافل الضباب وتغازل عبق الزهور الفواحة الطبيعية وذالك بلوحة فنية يرسمها النسيم العليل وتشكلها الطبيعة الخلابة وذالك من خلال رذاذ المطر المستمر على المرتفعات الشاهقة والذي شكل شلالات تأسر عيون الناظرين تلك ما يجدها المصطاف والزائر حينما يزور بني مالك في هذه الأيام حيث تنعم جبالها هذه الأيام بموسم الأمطار السنوي تضلها سماء غائمة بالحب والأمل والحياة يقطنها رجال الكرم ديدنهم حب الضيف نبراس ورثوه عن أجدادهم والعلاقات الإنسانية علم شربوه منذ صغرهم،وتقع منطقة قبيلة بني مالك الحجاز جنوب محافظة الطائف وتقع على بعد 140كم جنوب وجزء منها موجود في السراة والجزء الآخر موجود في تهامة وتقدر مساحة المنطقة ب 4200كم وتسكنها قبيلة بني مالك وهي عبارة عن مركزي حداد و القريع وعدد من القرى والهجر المجاورة لها، كما توجد العديد من المرافق الحكومية والخدمية في المنطقة. تتميز بني مالك بمناخها الجميل طوال العام، وذلك عائد لانقسام تضاريسها بين جبال السراة ومنطقة تهامة، ففي فصل الصيف يعتدل مناخها وتتلبد السماء بالغيوم، وينزل المطر باستمرار في المناطق الجبلية منها، وتتراوح درجة الحرارة ما بين 20 إلى 25 درجة مئوية في فصل الصيف. تزخر بني مالك بعدد كبير من المناطق السياحية والأثرية منها ما هو موجود في مرتفعات السراة كجبل إبراهيم ) بثرة) والذي يعتبر مجسم رباني خلاب يستهوي عشاق الطبيعة الجبلية ويجذب هواة التصوير الفوتوغرافي ومحبي الصيد والرحلات البرية و الباحثين عن الطبيعة البكر وذلك لما يتمتع بيه من التكوين الصخري العجيب والخضرة الدائمة وشلالات المياه العذبة وإمطاره التى تسقط على مدار العام وأيضا من الأماكن السياحية في بني مالك وادي كيد و شفا الصمان و فرعه بني حرب و فرعه بجيله ومنطقة حٌرف و وادي المجاز وكذلك والمواريد ومنطقة السائلة،حيث توجد في بني مالك أعلى قمتين جبليتين في منطقة الحجاز وهما جبل إبراهيم غرب القريع و جبل بيضان. بالإضافة الى المناطق السياحية فبني مالك غنية بالمواقع الأثرية مثل الحصون والقلاع التي شيدت في عصور قديمة فهي تضفي على المنطقة جمالاً رائعاً بأشكالها الهندسية والتي قد نتجاوز عددها 2500حصن أثري تنتشر على الجبال والأودية، ومن أشهر هذه الحصون حصون القريع وحصون بجيله وحصون بني سعد، وحصون بني علي ويبلغ ارتفاع بعض هذه الحصون ثلاثين متراً من سطح الأرض حيث ما زالت منذ مئات السنين وهي ذات قيمة تاريخية عند أهل المنطقة و رمزا لماضيهم العريق ولعل ما يميز بني مالك إضافة إلى الطبيعة الخلابة الريف الجميل بكل عاداته وتقاليده وطقوسه اليومية بما فيها من مراسم الزوجات التي مازالت تحمل عبق الماضي في ثوب قشيب من الأصالة. حبا الله منطقة بني مالك بتنوع فريد من الأشجار والنباتات التي يعتبر وجودها من أبرز عوامل الجذب السياحي للمنطقة فهي تعطي لوحات فنية طبيعية تفيض سحراً وعطراً وجمالاً خاصة عندما تتبلور ملامح هذه اللوحة الجميلة بمداعبة أغصان الأشجار الظليلة وشجيرات الريحان والنباتات العطرية الأخرى تحيط بك من كل جانب، محتضنة صخورها ذات التشكيلات الجميلة ومن أهم الأشجار التي يكثر انتشارها شجر العرعر و أشجار الزيتون البري (العتم) والغرب والتالب والنيم والطلح ومن النباتات: الشث والعثرب. تشتهر بني مالك بالزراعة نظراً لتوفر التربة الخصبة، والمناخ الملائم فهي تنتج انواع كثيرة من الفواكه والخضروات حيث يغطي المحصول الطلب في أسواق المنطقة، ويتم تصدير الفائض إلى المدن، والمحافظات المجاورة، كالطائف، ومكة المكرمة، وجدة، والباحة وغيرها، وأهم محاصيلها اللوز البجلي نسبة إلى “بجيله” وهو أفضل وأجود أنواع اللوز و الخوخ، والمشمش، والليمون، والتين الشوكي “البرشومي”، والتين وسائر الخضار والفواكه، والحمضيات الأخرى كما تشتهر بزراعة اجود أنواع العنب والرمان في موسم الصيف وللعسل حكاية منسوجة بأصالة المنتجات المحلية فعسل الصيف وعسل السدر وجميع انواع العسل أضاف طعما و رونقا خاصا الى جمال المنطقة. يقام في بني مالك كل أسبوع ثلاثة أسواق شعبية تعد من أشهر الأسواق على مستوى المنطقة الجنوبية وهي سوق الأحد بحداد، وسوق الأربعاء بالقريع، وسوق الخميس بصيادة، وتشهد هذه الأسواق إقبالا شديدا منذ الصباح الباكر من المتسوقين الذين يتدفقون من كافة أنحاء المملكة ويعرض بها كافة البضائع من أنعام، وطيور، ومشغولات يدوية، وفواكه وخضروات، والسمن البري، والعسل البلدي وغيرها.