تقع منطقة الشفا بني سفيان في الجنوب الغربي من محافظة الطائف وتمتد حدودها من وادي عرضة وبلاد قريش شمالاً الى جبال تهامة - شديدة الانحدار - جنوباً، ومن بلاد عوف وثمالة - المجاورة لخط الجنوب - شرقاً الى جبال تهامة الحجاز وبلاد هذيل غرباً، ومركزها الرئيسي وادي الفرع - وتبلغ مساحة الفرع وحدها ما يقارب عشرة آلاف كيلو متر مربع، وتبعد عن مدينة الطائف ثلاثين كيلومتر الى الجنوب الغربي، وموقعها هذا على جبال سراة الحجاز والتي تحيط بجبل غزوان التي تقع عليه مدينة الطائف، ووقوعها على شفير تهامة أكسبها جمالاً بديعاً وجواً لطيفاً، وترتفع الشفا ما يقارب 2.200الى 2500متر عن سطح البحر وبها ثاني اطول قمة جبل في المملكة - بعد قمة السودة - وهي قمة جبل قرنيت وهو يربط الشفا بخط معبد مع الطائف ويتم الآن انشاء خط المحمدية الذي يربطها مع مكةوجدة. وتتميز الشفا بكثرة جبالها الشاهقة التي تنحدر تدريجياً نحو الشرق والشمال في حين تنحدر بشدة وبشكل عمودي احياناً باتجاه الغرب والجنوب الغربي اي باتجاه سهول تهامة، ومن اشهرها جبل دكا ويبعد 28كيلوا متراً عن مدينة الطائف وجبل دكا وهو ثاني أعلى قمة في المملكة. الأودية والمزارع وتكثر الأودية بين هذه الجبال وهي شديدة الخصوبة تكثر فيها الأشجار، وتنتشر المزارع الخضراء وتنتج افضل انواع الفواكه والخضروات ومن اشهر الأودية وادي الفرع ووادي السيل المحرق، ووادي ذي غزال ووادي الشعبة ووادي حرجل ووادي الشري ووادي البو ووادي تنقد ووادي القر بني عمر ووادي رمان ووادي مسور ووادي دحضة. ويقول المدير التنفيذي لجهاز السياحة الدكتور محمد قاري السيد انه نظراً لكثرة تلك الأوديةوخصوبة تربتها فإن من اهم الحرف في المنطقة الزراعة، وهي تعتمد على الأمطار والمياه السطحية المتمثلة في حفر الآبار، ومن اهم المنتوجات الزراعية الرمان والعنب والتين (الحماط) والتين الشوكي، ويسمى ايضاً بالبرشومي وتشتهر المنطقة بالورد الطائفي الذي يستخرج منه دهن الورد بعملية التقطير وهو من اجود وأغلى العطور في العالم، اضافة الى المنتوجات الزراعية فإن المنطقة تشتهر بتربية الأغنام والنحل، فتنتج اجود انواع العسل والذي هو شفاء كثير من الأمراض ومن انواعه العسل الصيفي وعسل السدر وعسل الطلح. كما تشتهر المنطقة بالسمن الشفوي وهو معروف ويعمل بنكهات مختلفة مثل السمن بالريحان والسمن بنكهة الضيمران وهي شجرة طيبة الطعم وزكية الرائحة تنبت في الأودية والجبال. وتتميز منطقة الشفا بالأجواء الصيفية الجميلة المعتدلة وتشتهر المنطقة بالسحب والضباب الكثيف، الذي يضفي جمالاً وسحراً على طبيعة المنطقة، وتهطل الأمطار على المنطقة أواخر فصل الربيع وخلال فصل الصيف مما يزيد الجو جمالاً واعتدالاً، فيزدحم الزوار للمنطقة من مناطق المملكة الأخرى ومن دول الخليج العربي والدول العربية. اما في فصل الشتاء فالأجواء باردة وقد تصل في بعض الأوقات الى درجة التجمد. عراقة المنطقة ومن جهة اخرى يقول المؤرخ والباحث السياحي الأستاذ عيسى القصير تنتشر في منطقة الشفا العديد من الآثار والمواقع القديمة، والتي تدل على عراقة هذه المنطقة وحضارتها التاريخية ومنها القلاع والحصون الأثرية والمتنشرة في كل قرية، وهي تتوسط قرى قديمة حصينة جداً مبنية من الحجر ويصل عرض جدرانها (المدماك) الى مترين وتسقف بأخشاب العرعر المنتشرة في المنطقة "هذه الأشجار تعمر مئات السنين" وعادة تبنى الحصون في اعلى موقع يشرف على القرية، وهي عبارة عن بناء مرتفع جداً يشبه ابراج المراقبة في المطارات والموانئ في وقتنا هذا وكان الغرض منها مراقبة المنطقة المحيطة بكل قرية، وذلك لحمايتها من اللصوص والسرقات ويلجأ اليها اوقات الحروب والغارات لمراقبة الأعداء، وفي كل حصن مكان مخصص لحفظ السلاح وعدة القتال، ويوجد فتحات صغيرة في اماكن مختلفة للمراقبة وإطلاق النار من خلالها عند الحاجة وأكثرها تكون مزينة بحجر المرو "حجر أبيض يكثر في المنطقة وهو شديد الصلابة" في علوها ومثل ذلك حصن وادي السيل المحرق وحصن وادي دحضة وحصون وادي تنقد وفي كل قرية حصن او اكثر. السدود والجبال ويوجد في منطقة الشفا بعض السدود ومن اشهرها سد وادي عرضه (سد قريقير)، وسد اللصب ويقع شمال شرق سد عرضة، كما يوجد سدود صغيرة منتشرة بين الوديان، مثل سد ماسل وتكثر المشارب وهي قريبة من السدود الا انها تختلف في ان عملها مقصور على توجيه سيول الأمطار الى المزارع والأودية عند الحاجة ثم توجيهه الى المسايل (جمع مسيال) عند الاكتفاء عن الحاجة وتكثر بها ما يسمى بالقنوات المائية وهي ممر مائي من تحت المزارع تشبه العبارات في أيامنا هذه الا انها خاصة بالمياه الزائدة عن الحاجة تعمل على تصريفها الى الخارج، وهي عجيبة جداً وللناظر اليها ان يرى مدى عراقة هذه المنطقة وتبنى القنوات من الأحجار الصلبة والملساء، التي تتميز بها جبال المنطقة وتمر من تحت المزارع الى موقع المسيال وتبنى بطريقة فنية بديعة تسمح للماء بالتسرب الى داخلها ثم تصريفه للخارج، وأشهرها يوجد في وادي القر بني عمر وبها الآبار السطحية في منطقة الشفا، والتي قد يصل عمقها الى 35م الا انه يوجد بها بصمة الفن المعمارية القديمة فهي مبنية من الأحجار وبطريقة عجيبة لا يتخيل الناظر اليها كيف انها بنيت في ذلك الوقت، وبتلك الطريقة وماهي الأدوات التي استخدمت ويوجد بالشفا جبال بها حفريات قديمة تنبئ باستخراج مواد او معادن معينة، ويقال انها مادة تسمى بالنورة قديما، وهذا المعلم يتوسط وادي الحدبان ووادي الشعبة.