أكدت الملكة نور أرملة العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال امس ان العالم امام "فرصة لا مثيل لها من اجل نزع الاسلحة النووية"، خصوصا بعد التعهد الاميركي - الروسي بخفض ترسانتيهما النوويتين. وقالت الملكة نور التي تعد من قيادات مبادرة "غلوبال زيرو" التي تعمل في مجال الحد من خطر انتشار الاسلحة النووية في مقابلة مع وكالة فرانس برس في عمان ان "العالم امام فرصة لا مثيل لها في مجال نزع الاسلحة النووية منذ التعهد التاريخي الاميركي - الروسي لنزع الاسلحة النووية". ووقع الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي ديمتري مدفيديف في تموز/يوليو الماضي في موسكو اتفاقا حول خفض ترسانتيهما النوويتين مما سيشكل تقدما كبيرا في مجال نزع السلاح النووي خصوصا وان الدولتين لاتزالان تملكان حوالى 95% من المخزون العالمي للاسلحة النووية. واضافت الملكة نور العضو المؤسس في "غلوبال زيرو" الى جانب شخصيات عالمية امثال الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر والرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ان "هناك املا بان يشجع الاتفاق الاميركي - الروسي جميع القوى النووية الكبرى بان تحذو هذا المنحى". واوضحت انه "من المتوقع ان يتحدث الرئيس اوباما من جديد عن هذه القضية في الاممالمتحدة في ايلول/سبتمبر الحالي حيث سيدعو الى عقد اجتماع الربيع القادم". وتستعد مبادرة "غلوبال زيرو" لعقد قمة عالمية في هذا الشأن في شباط/فبراير المقبل في باريس. واكدت الملكة نور ان "الهدف من هذه المبادرة هو اجراء خفض تدريجي ملموس للاسلحة النووية وصولا الى الصفر". واضافت ان "هذا يجب ان يشمل جميع الدول بدون استثناء وبدون ازدواجية في المعايير، لانه بهذه الطريقة وحدها يمكننا ان نمد جسور الثقة خصوصا في منطقة مضطربة مثل منطقتنا" في اشارة الى الشرق الاوسط حيث تمثل اسرائيل ابرز قوة نووية. وقالت ان في الشرق الاوسط "اكبر معدلات الانفاق على السلاح بسبب عدم استقرارها"، مؤكدة انه رغم هذا الانفاق فإن "هذا لم يجعل من المنطقة اكثر امانا". واشارت الملكة نور التي كانت زوجة للملك الراحل حسين بن طلال على مدى عشرين عاما حتى وفاته في شباط/فبراير 1999، الى ان "متطلبات تنمية المنطقة كبيرة والاموال التي يتم صرفها على السلاح يمكن ان يتم تخصيصها لتأمين احتياجات الانسان في المجالات الصحية والتعليمية والبيئية وتوفير فرص العمل". وحول موقف "غلوبال زيرو" حيال ايران التي تشتبه الدول العظمى بانها تسعى الى انتاج اسلحة نووية وهي اتهامات تنفيها ايران على الدوام، اوضحت الملكة نور ان هذا البلد "يعامل كباقي الدول التي تملك قدرات نووية". واضافت ان "هناك اسئلة عن نوايا ايران"، مشيرة الى ان حالة ايران "يجب ان تدرس في اطار اقليمي". واشارت الى ان الخميني وعلي خامنئي المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران قالا ان الاسلام يحرم القتل الاعمى للمدنيين وتدمير الحياة البشرية والطبيعية، معتبرة ان هذه "التصريحات صريحة وواضحة". والفكرة الاساسية لمبادرة "غلوبال زيرو" هي ان نزع الاسلحة النووية هو السبيل الوحيد لحظر انتشارها. وتقول الملكة نور "حين نعلم ان هناك في الوقت الحالي اربعين دولة لديها من الموارد ما يكفي لانتاج مئة الف سلاح نووي اضافي فإن هذا يزيد من مخاطر استعمالها من قبل احدى الدول او تمكن الارهابيين من وضع اليد عليها". واوضحت "خلال السنوات العشرين الماضية كان هناك اكثر من 25 محاولة سرقة او شراء لمعدات نووية". ورأت ان "هناك تسع دول يجب ان تعطي مثالا يحتذى به في مجال نزع الاسلحة النووية هي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية واسرائيل". وخلصت الملكة نور التي تنشط في برامج التوعية في مبادرة "غلوبال زيرو" الى أن "76% من الرأي العام العالمي يؤيد فكرة القضاء على الاسلحة النووية". و"غلوبال زيرو" مبادرة تم إطلاقها في باريس في كانون الاول/ديسمبر الماضي لمكافحة خطر الانتشار النووي في مؤتمر دولي ضم اكثر من مئة شخصية عالمية. وتهدف هذه المبادرة الى خلق رأي عام عالمي قوي يساند بقوة الجهود التي يبذلها قادة العالم من اجل الحد من خطر انتشار الاسلحة النووية في العالم والوصول الى اتفاقية شاملة تكون غايتها النهائية الوصول الى خفض مخطط ومنظم لترسانة الأسلحة النووية الموجودة في العالم.