الفن التلفزيوني والمسلسلات والأفلام والمسارح صناعة واستثمار ومصدر من مصادر الدخل العالية للعاملين في هذا القطاع, وقد يخدم هذا القطاع فئة كبيرة ويوفر فرص عمل هائلة, كثير من الممثلين العالميين يكسبون ملايين بل مئات الملايين وقد تصل لمستوى ألا يعرف كيف ينفق هذا المال, حين نستعرض ميل جبسون ' دينزل واشنطن , أنتوني هوبكينز , أنجيليا جولي , جورج كلوني , ريتشارد جير , شين كونري , أل باتشينو , ويل سميث , براد بيت , وغيرهم كثير من الممثلين العالميين , نجد هؤلاء النجوم يحصدون جوائز عالمية كالأوسكار , وهناك احترام لأسمائهم , وإنتاج قليل لا يتعدى فلما أو فلمين في السنة, ميزانيات هائلة تضخ في أعمالهم وإنتاجهم, لست هناك بصدد المقارنة بما لدينا لأن ما لدينا لا شيء مقارنة بما يحدث بهذا العالم , ولست مطالبا أن نجاريهم بما لديهم , ولكن أركز على المقارنة بعلم الصناعة, هم لديهم صناعة ومصدر دخل عالٍ وثورة هائلة, مدينة ومدن كاملة تشيد لهذا العمل خاصة لهذا الفن, استثمارات بمليارات الدولارات, ومصدر دخل قومي أيضا لا فردي. ولكن, حين أشاهد ما يقدم في رمضان الآن من مسلسلات سعودية و" تهريج واستهبال" كبير, حين تسمع وتشاهد هذه المسلسلات كأنك تقف في شارع عام وتسمع عبارات هم لا يقولونها حتى في منازلهم أو لأولادهم أو عابر سبيل, ضخ هائل وكبير وتعبئة هواء الفضائيات من كل شيء, والأغرب أن تسمى فترة ذهبية, وهي ذهبية كوقت ومشاهدة لا ما يقدم ويعرض, تخجل أن تشاهد هذه المسلسلات وجل اهتمام ما يقدم "المرأة" وكأن كل مالدينا من مشاكل وقضايا فقط المرأة, دلالة الفشل لدي ما يقدم من مسلسلات رمضانية سعودية انه لا يستطيع أي ممثل سعودي ولو مرة واحدة أن يظهر بشخصيته الحقيقية, فطوال السنوات العشر والعشرين سنة الماضية وهو يخرجون بشخصيات "استهبال , وملابس مشتتة" وكأنها عملية إضحاك (تصنف لديهم كوميديا) إضحاك بالإجبار والإكراه, لا يستطيعون أن يظهرون بشخصياتهم الحقيقية لأن كل ما يقدم هش وضعيف لدرجة التجويف, هم من يستغل أعلى نسبة مشاهدة وهو رمضان, ماذا لو عرضت في غير رمضان هل هناك من سيشاهدها؟ وهل يوجد أعمال لهم تعرض غير شهر رمضان؟ وأركز على مسلسلي "طاش , وبيني وبينك" تأسف جدا أن يصل مستوى "صناعة" الفن لدينا بالموسمي أي البحث عن الربح والإعلان ورمضان القادم لنا موعد. إن الاستثمار إن صنف استثمارا قصير الأجل فهو رابح وجيد, ولكن للزمن لا أجد ما يمكن الاعتماد عليه, فلا أسس وقواعد حقيقة موجودة لدينا, ولا استثمار مؤسسي قائم لدينا, فهي جملة من التهريج و"الاستهبال" في الشهر الكريم, كأنني أضع مسمى لها "مسلسلات شنطة" أي تجار شنطة, إن كان ما يقدم من أجل المال والربح فهو حقيقي وصحيح, وإن كان فنا راقيا ومحترما يبني صناعة فهذا لم نصل له ولم تبنَ حتى قاعدة واحدة له في ظل هذا "التهريج" المدفوع الثمن.