مفهوم الدهر لمحمد الرحموني صدر حديثاً عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب "مفهوم الدهر: في العلاقة بين المكان والزمان في الفضاء العربي القديم" للدكتور محمد الرحموني. انطلاقاً من مجموعة الدراسات والأبحاث التي قدمها الدكتور محمد الرحموني في سياق بحثه في المفاهيم القرآنية، منها الجهاد والجاهلية..، وجد أمامه باباً مشرّعاً لإعادة النظر في مفهوم، وإن بدا قديماً، إلا أنه بات مثيراً للجدل، ألا وهو مفهوم "الدهر". من هنا، قرأ الرحموني موضوع "الدهر" قراءةً واسعةً مرتكزة على القرآن الكريم، ووزع كتابه على قسمين: تناول الأول، ماهية الدهر من حيث اللغة والفلسفة وكتب التفسير، وتناول الثاني مفهوم الدهر باعتباره "إحساساً أعرابياً بالزمان" لا يمكن إدراكه إلا بإدراك المكان الذي يرتبط به. فلما كان الأعراب يتحركون في فضاء بعيد عن المدينة ومؤسساتها، وجدناهم جاهلين تتخبط حركتهم بصورة عشوائية وتترجم الى أتباع وهوى، وهذا، بدوره، استدعى النظر في قفا المكان الذي يتحرك فيه البدوي، وهو الزمان المعبّر عنه في القرآن ب"الدهر"، فالتحكم بالزمان يضفي قيمة على الأعمال الإنسانية من جهة، ويخلق قدرة على بناء مختلف مستويات المجتمع من جهة ثانية. ولا يتم ذلك إلا من خلال عقلنة الزمان وإدراك المكان، والنتيجة ستكون نقلة نوعية من الجهل الى العلم ومن الصحراء الى المدينة ومن الضلال الى الهدى. ثقافة الترفيه عند العرب لمهند مبيضين صدر كتاب جديد للباحث الأردني مهند مبيضين بعنوان : "ثقافة الترفيه والمدينة العربية المعاصرة" عن الدار العربية للعلوم- ناشرون – 2009 . يتناول فيه الحياة الاجتماعية والاخلاقية عند العرب، في جانبها الترفيهي، ومتخذا من دمشق نموذجا للدراسة. جاء في الكلمة التي اختارها الناشر علي الغلاف: "في هذا الكتاب الجديد، الذي يأتي بعد كتابه "فكرة التاريخ عند العرب في العصر العثماني"، ينتقل الدكتور مهند المبيضين في أبحاثه عن مدينة دمشق إلى مقاربة جديدة للتاريخ الاجتماعي من خلال "ثقافة الترفيه" خلال الحكم العثماني. صحيح أن هذا الحكم على هذا العصر غير متفق عليه بين من يصفه بالجمود ومن يصفه بالانفتاح، ولكن هذا الكتاب الجديد يجعلنا نتعرف على مجتمع دمشق كما كان عليه في الواقع من خلال الثقافة الشعبية التي تشمل الموسيقي والغناء والأعراس والعرضات والمتنزهات والحمامات، وما كان يدور فيها والمقاهي كمراكز جديدة للتسلية مع الألعاب والحكواتي وخيال الظل.. ". وفي هذا السياق الثقافي والاجتماعي المثير تنكسر بعض المحرمات أيضاً، كما في كل مجتمع، حيث يستعرض المبيضين عبر بحثه ل "اللهو الحرام"، تعاطي الخمرة والدعارة وحب الغلمان في دمشق كما في غيرها من المدن العثمانية. مع هذا الكتاب الجديد يثبت المبيضين أنه تلميذ مبدع لكل من سبقوه في الكتابة عن دمشق العثمانية، حيث استفاد منهم وشق طريقه الخاص الذي يضيف فيه جديداً إلى ما نعرفه ويفتح المجال بدوره أمام جيل جديد من الباحثين الذين سيفيدون منه، وتلك هي سنة الحياة.