حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من استباحة دماء المسلمين عبر الطريقة الإجرامية (العمليات الانتحارية) التي يشجبها الإسلام ويتبرأ منها، مشيرا إلى أن القائمين بها ليسوا بمؤمنين ويسفكون الدم الحرام ويتعاونون مع الأعداء ليتدربوا على هذه العمليات الاجرامية الخبيثة والبغيضة التي أضرت بالأمة وألحقت بها الأذى العظيم. وقال في المحاضرة التي ألقاها بنادي ضباط قوى الأمن: للأسف الشديد العمليات الانتحارية بليت بها أمة الإسلام فنسمع كل يوم مئات البشر يموتون في لحظة واحدة على يد مجرم لا خير فيه محي الإيمان من قلبه وبدأ أكثر حقدا على الإسلام وأهله فسفك الدم الحرام بهذه العمليات الانتحارية والإجرامية الظالمة والتي تدل على أن مرتكبها ناقص الإيمان، حامدا المولى عز وجل أن نجا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية من اصحاب الفكر الضال. وطالب بالتعاون مع رجال الأمن وعدم التعاون مع الفئات الضالة تنفيذا لقول تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وذلك لكبح جهودهم في إخلال الأمن عن طريق تهريب المخدرات أو الإرهاب، وقال: الأمة لا يمكن أن يكون فيها خير حتى يكون كل فرد مسئول عن تصرفاته. وتحدث سماحة المفتي خلال المحاضرة عن أعمال المسلم والمؤمن والمهاجر والمجاهد، وقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في أحاديث عدة: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم، والمجاهد من جاهد نفسه في الله. وشدد على الابتعاد عن تكفير المسلمين والاستهتار بأرواحهم واغتيابهم والاستهزاء بهم، أو رميهم بالفواحش، والغيبة والنميمة. ونبه الى خطورة قتل المسلمين وسفك دمائهم لقوله الله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا"، ولقوله:"لا يزال العبدُ في فسحة من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًًا". وأكد على أهمية الجهاد الخاص المعني بجهاد النفس وكبح النفس الأمارة بالسوء، وإخضاعها إلى أعمال الخير لقوله تعالى:(قد أفلح من زكَّاها وقد خاب من دسّاها). بعد ذلك أجاب سماحة المفتي على أسئلة الحضور التي تلخصت حول شهر رمضان. وحول الاعتماد على المراصد الفلكية لتثبيت دخول رمضان قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" ولا مانع من استخدام المناظير أما الحسابات الفلكية فلا يجوز الاعتماد عليها.