أكد باحث متخصص في شؤون الأمن الفكري والنفسي للأسرة أن الانحراف الفكري يعد من أخطر مهددات الأسرة وتماسكها لأن هذا الانحراف مخالف للدين الإسلامي ومسببا لانتشار الفتن وفقدان الأمن في المجتمع وظهور الفرق وحصول القلاقل بما يحدثه من الاعتداء على الناس في عقولهم وأنفسهم وأموالهم ومكتسباتهم، ويتابع الباحث أن هذا الانحراف يساهم في إفساد قيم المجتمع والعلاقات الأسرية ويضعف الروابط على مستوى الأسرة والمجتمع، وبين الدكتور علي بن فايز الجحني عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن الانحراف الفكري يؤدي كذلك إلى خسائر اقتصادية على المجتمعات بما يحدثه من إتلاف للأموال والأنفس وتهريب الأموال للخارج ويضعف النشاطات السياحية والتجارية، كما أنه يعوق مسار انتشار الدعوة الإسلامية الصحيحة وانتشارها في أنحاء العالم بمحاربتها ووضع القيود عليها في المجتمعات غير الإسلامية، وحول مميزات الأمن الفكري والنفسي للأسرة المسلمة يرى الدكتور الجحني والذي أصدر عدداً من البحوث في مجال الأمن الفكري أن الأمن الفكري بداية ينبثق من رسالة سماوية تدعو إلى عبادة الله وحده، وهو فكر متميز عن الأفكار الأخرى والمبادئ التي تنظم حياة المجتمع مما يحقق لها الوحدة والتلاحم وهو فكر ينتمي إلى الأمة التي وصفها الله تعالى بالوسطية والخيرية وأن هذا الفكر غني مؤثر يتقبل الحوار والتنوع والتعايش مع الآخر، ويؤكد الدكتور الجحني أن من أهم إيجابيات الأمن الفكري دوره في الدعوة إلى الله ودوره المهم في تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والدعوات الهدامة، كما أن الأمن الفكري يساهم في الوقاية من الإرهاب وله أهميته في زيادة وعي أفراد المجتمع بالعقيدة الإسلامية ومقاصدها الشرعية كما انه يساهم في ترسيخ الوسطية والاعتدال في المجتمع وينمي قيم المواطنة كما انه يساهم في إيجاد ثقافة نقدية تميز بين الحق والباطل، ولتطبيق مبادئ الأمن الفكري يجب الالتفات إلى دور الأسرة كوسيلة بالغة الأهمية للضبط الاجتماعي وعليها مسؤوليات كبيرة خصوصا الأم في المجتمع السعودي لكونها صانعة القرارات الأسرية في معظم الأحوال، ويستشهد الدكتور الجحني بإحصاءات وبحوث عربية وغربية عن ظاهرة الانحراف ومن ذلك ما كشفه الباحث البيومي في دراسته عن ظاهرة التطرف في المجتمع العربي والتي توصل من خلالها إلى أن الأسرة يمكن أن تقوم بدور مهم ورئيس في مواجهة التطرف وينمو دور الأسرة في مجال الإرشاد والوعي الديني ومراقبة الأبناء وشغل فراغهم، مؤكدا أن الأسرة تستطيع تقديم الأمن النفسي والعاطفي لأطفالها مما يجعل غرس القيم الجيدة أمرا ميسرا، وفي ختام حديثه يخلص الباحث الدكتور علي الجحني إلى ضرورة تقديم المثل العليا والقدوة الحسنة للأطفال والشباب، وشغل فراغهم بما هو مفيد وتوفير المناخ النفسي المناسب وتدعيم ترابط الأسرة والحذر من صمت الطفل المتكرر فهي من العلامات الأولى لمشاعر السأم والمخاطرة، مؤكدا أن هناك جهود ضخمة للمملكة في مجال التوعية والإصلاح وسد منافذ الانحرافات لكن شرائح من المجتمع لم تواكب ذلك بما هو مطلوب منها حماية لأبنائها من الانحراف والتطرف والإرهاب.