دعت منظمات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد مستوردي التمور الإسرائيلية ومنع ترويجها في السوق المغربية. واعتبرت هذه المنظمات بيع هذا المنتوج الإسرائيلي في السوق المغربية إهانة لمشاعر المغاربة ودعما للاحتلال الصهيوني لفلسطين. وغزت أنواع من التمور الإسرائيلية السوق المغربية خاصة في مدن الدارالبيضاء ومراكش وبعض المدن الأخرى شمال المغرب حيث يتم إدخالها بطريقة غير شرعية عبر سبتة. ولوحظ تواجد "الدغلة نور" و"جوردان ريفر" و"جوردان بليتر" و"بحري" و"بات شيفا" و"كينغ سالمون" و"كارميل" وخالاهاري"، وهي أنواع من التمور إسرائيلية، في الأسواق المغربية بكميات مهمة، وقد استغل مستوردوها الإقبال الكبير للمغاربة على التمور في شهر رمضان لترويجها. وكشفت مصادر جيدة الاطلاع أن بعض هذه المنتوجات تروجها شركة "أغريكسكو" التي تملك إسرائيل أكثر من 50 في المائة من أسهمها. وقالت مصادر اقتصادية إن الدولة وجدت صعوبة كبيرة في منع هذه المنتوجات التي تدخل إلى المغرب إما عن طريق شركات أوروبية بينما هي في الأصل إسرائيلية تخفي هويتها، أو بطرق غير شرعية ضمن المواد المهربة القادمة من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وأضافت أنه يصعب بعد ذلك ضبط هذه المنتوجات بعد توزيعها على نطاق واسع في السوق المغربية، خاصة وأن أغلبها يتم وضعها في علب لا تحمل اسم الجهة التي أنتجتها. ولوحظ إقبال على التمور الإسرائيلية من طرف المستهلكين سيما أنها تقدم بأسعار جد مقبولة مقارنة مع التمور المغربية أو المستوردة من الجزائر وتونس. وقد أثار هذا غضب المنظمات المناهضة للتطبيع مع إسرائيل وأرجعت رواج التمور الإسرائيلية بالسوق المغربية إلى ضعف المراقبة وقلة حزم الجمارك في التعامل مع المنتوجات المستوردة والمهربة. وبادر مجموعة من الشباب المغاربة إلى شن حملة قوية على مواقع الانترنيت ضد ترويج التمور الإسرائيلية في السوق المغربية، وانطلقت إحدى هذه الحملات على موقع "فيسبوك" الشهير. ويأمل منظمو هذه الحملة في جمع توقيع مليون منخرط في "فيسبوك" من مختلف دول العالم كعربون على نجاح حملتهم ضد التمور الإسرائيلية. ويدعو هؤلاء الشباب إلى فضح هوية مستوردي التمور الإسرائيلية ومستهلكيها، كما يدعون إلى تعويض استهلاكها بالتمور المغربية أو الجزائرية أو العربية. وانتقلت هذه الحملة ضد استهلاك التمور الإسرائيلية إلى قلب أوروبا، حيث بادر جماعة من الشباب العربي في بلجيكا مؤخرا إلى تنظيم حملات ميدانية تدعو التجار إلى عدم عرض التمور الإسرائيلية وتشرح للمستهلكين خطورة شراء هذه المادة موضحة أن جلبها يساهم في دعم الاحتلال. ويعرض هؤلاء الشباب صورا لحملاتهم على مواقع الانترنيت ويأملون أن تتسع لتشمل مدنا أوربية وعربية.