تزخر محافظة الطائف والمراكز التابعة لها بعدد من النقوش الإسلامية والتي تم نقشها على واجهات الصخور العظيمة وعلى أبواب ومداخل الحصون الأثرية والقرى والقلاع القديمة.وتتوزع هذه النقوش في أماكن متفرقة بمحافظة الطائف وقراها تم حصرها في المواقع التالية: الردف، وغدير البنات، وأم العراد وميسان ووادي داماء ببلاد بني الحارث والسر والمخاضة ووادي عرضة والهدا ووادي النمور والعرفاء ووادي قريقير وبلاد بني مالك وبلاد ثقيف والسيل ونخب وأم الصواعق والمظهر وأوسال برنية والمحاني والثلاثاء ووادي مريع والحفاير وغيرة مكتن ووادي جفن وضرس ماضب إضافة إلى النقوش المحفوظة في مكتبة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وقصر شبرا التاريخي ومركز المعلومات التابع لبلدية الطائف ونادي الطائف الأدبي وفي بعض المدارس والمؤسسات الخاصة وبعض المهتمين بذلك وذلك كما ورد في (النقوش العربية المبكرة بمنطقة الطائف) للدكتور ناصر الحارثي.ومن هذه النقوش ما يحتوي على أسماء وشخصيات لها صلة برجالات صدر الإسلام أيضاً وجودها في منطقة مهمة وفي ذلك دلالة على مدى انتشار الخط العربي في أوسط الناس بمنطقة الحجاز. كما يبرز الحاجة إلى اظهار الدور الذي أسهمت به الطائف في نشأة الخط العربي وتطوره. وقد نشر هذه النقوش بعض الباحثين في مقدمتهم العالم الأثري (جورج مايلز) الذي كتب مقالة بعنوان «نقوش إسلامية» مبكرة بالقرب من الطائف في الحجاز» وقد نشر ذلك في مجلة دراسات الشرق الأدنى عام 1948م. وقامت بتصوير ونسخ عدد كبير من النقوش والمخربشات الصخرية، ثم قام العالم الأثري أدولف جروهمان في عام 1962م بنشرها في كتاب عنوانه «بعثة فلبي وريخمان ولبنز في الجزيرة العربية القسم الأول النقوش العربية» واحتوى كتابه مجموعة من نقوش الطائف.ومن المهتمين في هذا المجال الدكتور حسن الباشا والدكتور محمد الفعر والأستاذ مناحي ضاوي القثامي وسعاد ماهر ومجيد خان وعلي المغنم وسامي الصقار وحسن علي أحمد إسماعيل والأستاذ حماد السالمي والدكتور ناصر الحارثي.وقد وردت عدة اشارات عن بعض النقوش في محافظة الطائف في كتب المؤرخين مثل تقي الدين محمد الفاسي أو الرحالة مثل: محمد صادق باشا وخير الدين الزركلي وشكيب أرسلان ومحمد حسين هيكل أو مهندسين أمثال: توتيشل وريكس أو خبراء معماريين أمثال: عثمان رستم، وتلحظ في هذه النقوش أن النقاش لم يلتزم بقاعدة معينة بحكم ظروف الموقع وشكل الصخرة وحجمها والمواقع في رؤوس الجبال والهضاب وبطون الأودية والشعاب وعلى بعض أحجار السدود وكان ذلك في الأماكن الزراعية وأماكن النزهة، وعلى الدروب القديمة كالفنون الممتدة على طول الدرب القديمة من الهدا إلى ثقيف. وكذلك في باطن صخور الكهوف، وبالنسبة لعدد النقوش فيلاحظ عددها يربو على أربعين نقشاً في منطقة واحدة وفي بعض المناطق نفذ ما يزيد على عشرة نقوش وفي بعض المناطق ما بين نقشين وثلاثة. وتنقسم هذه النقوش إلى عدة أنواع من حيث صيغتها ومضمونها فمنها آيات قرآنية ونقوش تمجيدية وتأسيسية ودعائية وتعريفية واخبارية وتأكيدية ونقوش ذات مضمون نصحي ويغلب عليها الطابع الإيماني وذلك لقرب تاريخها من عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).