الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي قاد انقلابا عسكريا في اغسطس 2008 قبل ان ينتخب رئيسا لموريتانيا من الدورة الاولى يريد شن "حرب بدون هوادة" على الفساد ويقدم نفسه على انه "رئيس الفقراء". لكن ابرز معارضيه سارعوا الى الاحتجاج على فوزه ونددوا بحصول "انقلاب انتخابي" مشيرين الى عمليات تزوير كبرى خلال الانتخابات التي جرت السبت. اما بالنسبة لمؤيديه فان هذا العسكري البالغ من العمر 53 عاما نأى بنفسه عن سمعته على انه رجل متكتم او "رجل الظل" حيث جاب كل انحاء البلاد مكثفا الخطابات العلنية لا سيما في الاحياء المحرومة. وكثف وعوده لا سيما خفض كلفة المعيشة وهاجم "المفسدين الذين نهبوا البلاد على مدى عقود". لكن معارضيه ينتقدون شعبيته ويقولون إنه استخدم امكانات الدولة لخدمة طموحاته الرئاسية. ولم يغفروا له ابدا انه اطاح باول رئيس منتخب ديموقراطيا في البلاد (اذار/مارس 2007) سيدي ولد الشيخ عبد الله بعدما كان مقربا منه حيث شغل منصب قائد الحرس الرئاسي قبل ان ينقلب عليه. ولد الرئيس السابق للحرس الرئاسي الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز سنة 1956 في اكجوجت (شمال شرق نواكشوط) وهو ينتمي الى قبيلة "الصالحين" ولاد بوصبع التي ينتشر افرادها في موريتانيا والمغرب المجاور. ووالده الذي كان يعمل تاجرا عاش لفترة طويلة في السنغال. انخرط ولد عبد العزيز في الجيش الموريتاني عام 1977 بعد تخرجه من الاكاديمية الملكية العسكرية في مكناس بالمغرب وكان وراء تشكيل الكتيبة التي تشكل الحرس الرئاسي الذي كان يقوده منذ نظام ولد الطايع (1984-2005). وحول هذا السلاح في الجيش الى عنصر شديد النفوذ في الحياة السياسية الموريتانية اذ كان الحرس الرئاسي بالفعل مصدر الانقلاب على الرئيس معاوية ولد الطايع في اب/اغسطس 2005. وقد انضم ايضا الى المجلس العسكري الذي قاد البلاد من 2005 الى 2007 قبل تسليم السلطة الى المدنيين بعد انتخابات ديموقراطية اشاد بها المجتمع الدولي.