تعودنا في غالب الأحيان عند وصف مكان ما داخل الأحياء بان يكون حرف تي جزءاً رئيساً من الوصف للوصول إلى الهدف. عندما تضطر لأن تستخدم أحد الشوراع الفرعية في المدن الرئيسة هربا من زحمة الطريق العام لاختصار الوقت والمسافة – وهذا ما نعيشه هذه الأيام في شوارع جدة مع قدوم السائحين من مختلف مناطق المملكة اثناء الاجازة الصيفية – وعند هروبك تصطدم بالحرف تي ( T ) اي الشارع المقفل في معظم الشوارع داخل الحي فمثلا يكون امامك منزل – ومن الجهة الاخرى المظاهرة له بقية الشارع الذي كان سالكا في السابق حسب تخطيط الحي – ثم تجد نفسك امام خيارين اما اليمين او الشمال – اللهم اجعلنا من اصحاب اليمين – بهدف اختصار الطريق والبعد عن الاختناقات المرورية وقد يكون هذا الحرف متكررا في الحي مع وجود المطبات الصناعية الكثيرة والحفر في الشوارع الفرعية بحيث تتعب الى ان تجد مخرجا وتتمنى انك بقيت في الشارع الرئيس لأن الطريق المستقيم أقصر الطرق للوصول إلى الهدف رغم الزحمة المرورية وبطء السير والملل الذي يصاحبها والتي نعاني منها في جدةوالرياض. ما اكثر هذا الحرف في الاحياء القديمة للمدن الرئيسة، وتكاثر في المخططات الجديدة ولا أعلم ماهو السبب؟ هل هو في التخطيط العشوائي لاحياء المدينة ؟ ام في تطبيق الأوامر على الاراضي الحكومية الصغيرة والتي تاجر بها البعض في الايام الخوالي. اتمنى ان لايكثر وجود هذا الحرف ان لم يكن جزءا من المخطط الرئيس ويصبح علامة فارقة في الاحياء والمخططات الجديدة للمدن، وان لا يتناسل بحيث يطغى على الحي ويحرم الكثيرين من فرصة المرور دون الدوران والسبب ارض مسورة أو منزل بني بعد تخطيط الحي. ما أجمل تخطيط أحياء الامير فواز في جدة والجزيرة واسكان الخرج في الرياض والتي منحتها الدولة للمواطنين كمنح لذوي الدخل المحدود او بديلا للقرض العقاري في الثمانينات والتسعينات الميلادية وياليتنا استفدنا من تخطيط هذه الاحياء التي نفذت قبل عقود ولازالت من افضل الاحياء تخطيطا، وان نرى مثلها في المخططات الجديدة للاحياء من قبل الحكومة او شركات القطاع الخاص. انتهى زمن تطبيق الاوامر على الاراضي الحكومية داخل الأحياء والمخصصة للحدائق والملاعب والمرافق والذي ساد لفترة من الزمن وتضرر منها الكثير من الأحياء والسكان ، المطلوب ان نرى مناطق تتمتع بكافة امتيازات الاحياء النموذجية متكاملة الخدمات مع وجود كافة المرافق مثل المدارس والمساجد والحدائق وملاعب الاطفال . في جدة بدانا نشاهد اهتماما في تطوير الاراضي الحكومية الخالية، وهذا ما اراه شخصيا في الحي الذي اسكنه لارض بقيت خالية لعدة سنوات، حيث تم البدء في اقامة حديقة وتشجيرها وبناء ملعب صغير لكرة القدم وملاهي للاطفال وهذا مؤشر جيد لبداية حقبة جديدة من الاهتمام بالاحياء داخل المدن والمحافظة على الاراضي الحكومية.