يتوجه اليوم السبت إلى صناديق الاقتراع حوالي مليون وثلاثمائة ألف ناخب موريتاني لاختيار رئيس للبلاد من بين تسعة مترشحين يتنافسون في هذه الانتخابات، من بينهم حوالي 25 ألف ناخب مقيمين في الخارج. وتقول حكومة الوحدة الوطنية التي تشرف على تنظيم الانتخابات إنها أكملت جميع الاستعدادات الممهدة لعمليات الاقتراع، وقد تم إعداد 2514 مكتب تصويت لهذا الغرض موزعة على عموم التراب الوطني، وقال وزير الخارجية الموريتاني محمد محمود ولد محمد إن السلطات الموريتانية قد اتخذت كافة التدابير اللازمة لضمان شفافية وحسن تنظيم الانتخابات الرئاسية، وأضاف أن هذه الانتخابات "تجري في جو من السكينة والتنافس الإيجابي والنزيه والإجماع الوطني الناتج عن اتفاق داكار". وسيشرف على مراقبة هذه الانتخابات حوالي 320 مراقبا من الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وتجمع "س ص" واتحاد المغرب العربي. وقبل أربع وعشرين ساعة من بدء عمليات الاقتراع أعلن عن اختتام الحملات الانتخابية للمترشحين، حيث كشف آخر استطلاعات الرأي عن وجود تنافس قوي بين الحاكم العسكري الجنرال محمد ولد عبد العزيز وزعيم المعارضة الديمقراطية أحمد ولد داداه إضافة إلى رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير باعتبارهم أقوى المتنفسين في هذه الانتخابات. وفي مهرجانه الختامي هاجم محمد ولد عبد العزيز منافسيه ووصفهم بالمفسدين، وكشف عن وثائق قال إنها تثبت تورط الوزير الأول السابق الزين ولد زيدان وبعض رجال الأعمال الداعمين لزعيم المعارضة أحمد ولد داداه في عمليات فساد كبيرة، كما أعلن أن حصوله على وثيقة تثبت حصول أحد وزراء المعارضة في حكومة الوحدة الوطنية الحالية على رشاوي من إحدى الشركات الأجنبية. الجنرال محمد ولد عبد العزيز أما زعيم المعارضة أحمد ولد داداه فقد اتهم الجنرال ولد عبد العزيز بتخويف الناخبين وتهديدهم، مؤكدا أنه سيعمل على تجاوز الماضي والصفح عن كل التجاوزات السابقة، وأضاف "سأسعى في حال فوزي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطياف السياسية بما في ذلك الصالحون والمنصفون من أنصار الجنرال ولد عبد العزيز". كما هاجم رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير منافسه ولد عبد العزيز ووصفه بأنه "أكبر مفسد على وجه الأرض"، وتعهد بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، وأضاف أنهم في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية سيتصدون لأي محاولة لتزوير الانتخابات وسينزلون إلى الشارع لمنعها وإسقاط أي نتائج مزورة".