تعتبر جبال شدا بمنطقة الباحة من أشهر المعالم السياحية في المنطقة حيث تنفرد بتشكيلات صخرية شديدة الانحدار وتتناثر القرى الأثرية على جوانبها، حيث اتخذت كل قرية جانبا لها من الجبال واستقرت في كهوف صخرية، مكملة بعض واجهات البيوت بالحجارة والأبواب الخشبية التي يتم اقتطاعها من الجبال التي يكسوها الزيتون والعرعر إلى جانب بعض الأصناف الأخرى من الأشجار، كما توجد على هذه الجبال محمية والكثير من النباتات العطرية التي تنتشر على قممها."الرياض" التقت بعدد من المواطنين المتواجدين في هذه الجبال لتتعرف على وسائل و أنماط الحياة و العيش.يقول محمد الشدوي وخالد الشدوي وسعيد عبدالله بان العديد من الأهالي هجروا هذا الجبال الوعرة ولم يبق فيها سوى كبار السن الذين فضلوا البقاء في عزلة والتي يفضلونها على صخب المدينة، مشيرين بان الأهالي استطاعوا نحت الصخور واستخدامها للسكن بطرق جميلة، وأوضحوا بان هناك كهوفا كانت مهيأة طبيعيا للسكن صنعتها عوامل التعرية، و كهوفا أخرى تدخلت في نحتها الأيادي لتوصيل أسلاك الكهرباء والسباكة الدقيقة التي تخترق الصخور لوضع صنابير الماء للمغاسل، وبالرغم من الارتفاع الشاهق والخطورة الشديدة فقد توفرت في هذا الجبل المدارس والرعاية الصحية. من جانبهما يشير كل من سعيد الشدوي ومحمد علي وعبدالله محمد بان جبال شدا تشتهر بزراعة البن والكادي ويعتمد عدد من الأهالي على الرعي والمناحل حيث يعد العسل الشدوي من أغلى وأجود أنواع العسل وأكثرها ندرة لكثرة التنوع في نباتاته العطرية وتفوقهعن المنتجات المصنعة، موضحين بأن هناك الكثير من الأشجار المفيدة ذات الخصائص المميزة كأشجار اللبخ المعروف محليا بالصومل وتوجد في شقوق وسفوح الجبال، صنبور ماء وضع داخل الصخرة بالإضافة إلى العدن، ونبات الشار الذي يعتبر هاما في إنتاجية العسل، وشجر القطف، والسيال وهي الشجرة السائدة من السنط في أغلب مناطق جبل، وشجر الرنفل المتواجد في حواف الأودية السفلى، والصندل المتواجد في السفوح الشمالية الوعرة،وكذلك الخزم والسلم. كما تتواجد النباتات الطبية الموجودة كالينسون البري والسدر والتين الشوكي والخروع والعثرب واللوز ونباتات الزينة التراثية كالكادي والريحان والبعيثران والورد البري. مبينين بان من بينها أشجار ذات قيمة كبيرة مثل البخور أو الطيوب وهما شجرتان من الأشجار التي تعمر كثيرا، ويستخرجون منها أنواعا من البخور واللبان ذي الجودة العالية، مؤكدين بان الأشجار المفيدة كالعرعر والعلك قليلة ويحرص الأهالي على الاستفادة من صمغها(البخور) الذي تفرزه دون إحداث فتحات أو ثقوب في الشجرة ويكتفون بما تفرزه الشجرة بطبيعتها ولا يخرج منه كثيرا وبالتالي فإن استخدامه قليل جدا ولا يصل إلى كميات تجارية. ويقول كل من سعيد و الشدوي أن محمية تقع في جبل شدا الأعلى مساحتها 65 كلم مربع، مشيرين إلى أن هناك عدة طرق إلى هذا الجبل وجميعها وعرة وخطيرة وتؤدي إلى مجموعة من القرى، وبينا بأنه إلى جانب تلك المحمية يوجد العديد من الحيوانات البرية مثل الوبر وقرود البابون وآكلات اللحوم من الذئاب والضباع وكذلك عناق الأرض (الوشق) والنمس ونوعين من الثعالب هما الثعلب الجبلي ويسمى محليا أبو غرّة والآخر هو الثعلب الأحمر والنيص، كما تتواجد الغربان والصقور والنسر الأحمر الجبلي.