تبدأ صباح اليوم " الأربعاء " في منتجع شرم الشيخ المصري أعمال القمة الخامسة عشرة لدول عدم الانحياز ، التي تتسلم مصر رئاستها من كوبا للسنوات الثلاثة القادمة وذلك بمشاركة ممثلي نحو 150 دولة ومنظمة من بينها 118 عضوا بالحركة ونحو 40 دولة ومنظمة من المراقبين والضيوف ، فيما سيشارك نحو 50 رئيساً ونائباً للرئيس ورؤساء حكومات، الى جانب رؤساء الوفود من الوزراء وغيرهم. ويتضمن جدول أعمال القمة ، وهو غالبا ما يكون مفتوحا أمام الحوار والمناقشات،العديد من القضايا والموضوعات الساخنة التي تواجه دولها من خلال لجنتين إحداهما تتناول الموضوعات السياسية ، والثانية تتناول الموضوعات والقضايا التنموية ، وفي مقدمتها سبل تطوير التعاون والعلاقات بين دول الجنوب بعضها البعض وإيجاد صيغ جديدة لهذا التعاون . وتحظى القضية الفلسطينية باهتمام كبير من القمة حيث سيكون لها إعلان خاص بها بالنظر إلى ما يواجهها من تحديات في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وخطط الاستيطان والتهويد للقدس ، بالإضافة إلى معاناة الشعب الفلسطيني من جراء الحصار القهري ، وما شهده قطاع غزة من عدوان إجرامي سافر . وتتناول القمة أيضا قضايا مهمة مثل حقوق الإنسان ونزع أسلحة الدمار الشامل والملف النووي الإيراني والإرهاب الدولي وحوار الحضارات والحصار على كوبا والإجراءات والعقوبات الأحادية وانعكاساتها الضارة على الشعوب ، كما تتناول العديد من بؤر التوتر في الدول الأعضاء بالحركة مثل أفغانستان والصومال والسودان . (وثائق تصدرها القمة) ومن المقرر أن يصدر عن القمة وثيقة ختامية إلى جانب البيانات التي تتبناها حيال القضايا المختلفة ، حيث تتضمن الوثيقة الرئيسية مواقف الحركة من الاحتلال الأجنبي وأسلحة الدمار الشامل وحق الدول في الانتفاع بتكنولوجيا الطاقة النووية للأغراض السلمية ، والتنمية المستدامة ودعم حقوق المرأة ، وظاهرة الإرهاب الدولي ورفض العقوبات الاقتصادية الأحادية ضد الدول الأعضاء بالحركة ، لما تنطوي عليه من آثار مدمرة على اقتصادياتها وشعوبها وتعويقها لخطط التنمية بها . (بيان فلسطين) وفي البيان المقدم حول القضية الفلسطينية ، والذي أقره وزراء الخارجية باجتماعهم أمس تؤكد حركة عدم الانحياز على أهمية التنسيق في المواقف المبدئية التي ينبغي أن تتخذها الحركة من أجل مواصلة الدعم الشعب الفلسطيني وقادته والتركيز على ضرورة تقديم المساندة السياسية والإنسانية حتى يستطيع إيجاد حلول لقضيته وفقا للقرارات الدولية واتفاقيات مدريد ، ووفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام من أجل التوصل إلى حل سلمي شامل وعادل ودائم، وكذا السماح للشعب الفلسطيني بممارسة حقه الثابت في تقرير المصير في دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، بعاصمتها القدسالشرقية. ويؤكد رؤساء دول وحكومات حركة دول عدم الانحياز عزمهم الثابت على مواصلة دعمهم للقضية العادلة الفلسطينية والتزامهم الثابت بمواصلة تأييد الشعب الفلسطيني وقيادته في لحظات الأزمة، كمساهمة للجهود الشاملة التي تبذل من أجل انتهاء الاحتلال الإسرائيلي ، وتمسكهم بحل عادل وسلمي وشامل في أسرع وقت ممكن للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني،الذي هو محور الصراع العربي الإسرائيلي . مصر وسوريا في غضون ذلك ، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنه لا ينبغي أن نفاجأ إذا وجدنا الرئيس السوري بشار الأسد مع أخيه الرئيس حسني مبارك في القاهرة أو وجدنا الرئيس مبارك في دمشق. وأكد المقداد ، الذي يرأس وفد سوريا في اجتماعات وزراء خارجية دول عدم الانحياز بشرم الشيخ، أنه من المهم وجود علاقات طيبة وقوية بين جمهورية مصر العربية والجمهورية الإيرانية الإسلامية اعتبرها تصب في مصلحة البلدين والمنطقة ، وهذه الأمة وفي مواجهة التحديات العديدة التي تمر بها . وعقب اللقاء الثنائي الذي عقده المقداد مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي سئل عما إذا كان الرئيس الأسد سيقوم بزيارة إلى مصر قريبا، قال إن الرئيس الأسد يعتبر أن مصر هي بيته وأنه عندما يزور مصر يكون بين أهله ، ولذلك يجب ألا نفاجأ على الإطلاق أن يكون الرئيس الأسد مع أخيه الرئيس مبارك ومع شعب جمهورية مصر العربية كما ينبغي ألا نفاجأ أيضا إذا وجدنا السيد الرئيس مبارك في دمشق مع الرئيس الأسد في بلده سوريا. ولفت إلى أنه تم خلال اللقاء مع الوزير الإيراني منو شهر متكي استعراض مجمل العلاقات السورية-الإيرانية والتأكيد على عمق هذه العلاقات ومساهمتها في خدمة أهداف شعوبنا سواء كان ما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي أو إزاء كل ما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية من تحديات. وأشار المقداد إلى أن هذه اللقاءات تهدف كذلك إلى تحقيق المزيد من الأجواء الايجابية في كل إنحاء المنطقة ولخدمة أهدافنا الأساسية وخاصة على ساحة الصراع العربي-الإسرائيلي ومن أجل تهدئة الأوضاع في المنطقة ، بما يخدم عملية التنمية وحشد كل جهودنا عربيا وإسلاميا من أجل مواجهة تحدياتنا القادمة وعما إذا كان غياب الرئيس السوري بشار الأسد عن المشاركة فى قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ سيؤثر بالسلب على فرص تحسين العلاقات المصرية-السورية، قال المقداد"إن لدى الرئيس بشار التزامات وان سوريا ممثلة في القمة وأن الرئيس بشار يعمل بلا حدود من اجل تحسين العلاقات العربية- العربية. وردا على سؤال عما إذا كان اللقاء الودي العابر الذي جمع بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الإيراني وفيصل المقداد يحمل مؤشرا على قرب عودة العلاقات المصرية-الإيرانية، .قال نائب وزير الخارجية السوري " نحن نسعى دائما من أجل تحقيق هذا الهدف ونعتقد أن إيران طرف هام وأساسي في هذه المنطقة ونؤمن بأهمية وجود علاقات طبيعية وجيدة بين مصر وإيران وكل دول هذه المنطقة التي تتصدى الآن للهجمة الإسرائيلية والى أعداء السلام كإسرائيل ". وعما إذا كان قد لمس استعدادا من جانب إيران لحوار ينهي حالات التوتر مع بعض الدول العربية، قال المقداد " نحن نؤمن بأن العلاقات العربية- العربية يجب أن تكون في أحسن حالاتها " ، واستطرد قائلا "طبعا هي الآن ليست في هذا الوضع وهو ما يسعى الرئيس الأسد لترتيبه خلال المرحلة القادمة" لكننا نؤمن أيضا بأهمية توسيع دائرة العلاقات العربية مع الدول الهامة في إقليمنا بما في ذلك إيران". وأضاف " نحن نعتقد أن إيران مستعدة دائما لذلك ولم نشعر في أي وقت من الأوقات بأن لإيران عداوات في هذه المنطقة" .