أبدى إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة استعداده للتنحي عن منصبه اذا كان ذلك يصب في مصلحة المصالحة الوطنية مع حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال هنية في حوار أجرته معه صحيفة "الرأي" الاسبوعية الرسمية التي تصدر عن المكتب الإعلامي في الحكومة المقالة "إن الشعب الفلسطيني كلفه بمنصب رئاسة مجلس الوزراء طوال المرحلة الماضية بما يحقق مصلحة الشعب ويحافظ على حقوقه وثوابته". ورداً على سؤال حول تمسكه برئاسة مجلس الوزراء في كل الظروف، قال هنية "نحن نعتبر أن هذا المنصب هو تكليف وليس تشريفا، ولن أكون في أي يوم من الأيام عقبة في وجه أي مصالحة وطنية"، مضيفا أن "الشعب أهم من الأشخاص ومصالحه أعلى من الأسماء، ونحن لا نبحث عن أماكن لذواتنا ولكن عن مكان محترم للشعب الفلسطيني على خارطة العالم". وأضاف هنية للصحيفة، التي اصدرت عدداً خاصاً مؤخراً للحديث عن انجازات الحكومة المقالة، أن الخيار الأمثل أمام الكل الوطني هو التوحد، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. وأوضح هنية "صحيح أن هناك مشارب فكرية متعددة، ورؤى سياسية مختلفة، ولكن يجب ألا يكون هناك خلاف حول الحق الفلسطيني، فقدرنا هو العمل المشترك والتعايش بين البرامج المختلفة بحيث نعمل جميعاً فريقا واحدا من أجل إحراز تقدم على المستوى الوطني". وشدد هنية على أن "الفرقة السياسية لن تزيدنا إلا ضعفاً وتعطي الاحتلال نقاط قوة في مواجهتنا"، معرباً عن أمله في تحقيق المصالحة الوطنية على قاعدة الحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وترسيخ خياراته بما فيها "خيار المقاومة". ورفض هنية الاعتقاد الذي يبديه بعضهم بأن تبني حكومته ل "فكر المقاومة كان بمثابة انتحار سياسي"، وقال "على العكس تماماً هذا الفكر هو إبداع سياسي، فالمقاومة ليست مجرد بندقية أو عبوة ناسفة وإنما فكر وثقافة وهوية". وطالب هنية حركة فتح بعدم تغليب أي مصلحة على مصلحة الشعب الفلسطيني، وان تحافظ على الجذور والأسس التي انطلقت عليها ك "حركة مقاومة وتحرر وطني". من ناحية أخرى اعتبر هنية خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشأن إقامة الدولة الفلسطينية بأنه يعكس رغبة في إحداث تغيير في سياسات الولاياتالمتحدة تجاه المنطقة بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص. وأضاف أن "ما يهمنا هو أن تكون الأفعال مطابقة للأقوال وحركة حماس لن تكون عقبة أمام تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".