تُظهر الوثائق الختامية لقمة حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ اهتماما واضحا من الحركة ازاء قضايا القارة الأفريقية السياسية والاقتصادية والتنموية خاصة وأن أفريقيا هي أكبر قارة من حيث عدد دولها الأعضاء في الحركة (53 دولة). وأفادت وكالة أنباء"الشرق الاوسط" المصرية بأن الوثيقة الختامية لقمة شرم الشيخ أفردت بنودا خاصة تتناول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الأفريقية وفي مقدمتها قضايا السودان ودارفور والصومال وتأثيرالأزمة المالية والاقتصادية العالمية على قدرة الدول الأفريقية على تحقيق الأهداف التنموية المنشودة. ورحب رؤساء الدول والحكومات في الوثيقة بالتطورات السياسية الإيجابية والتقدم الذي أحرز في قضية الصومال في عملية السلام بجيبوتي خاصة إنشاء برلمان وانتخاب الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد وتشكيل الحكومة الصومالية بقيادة رئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شارمارك. واكد الرؤساء على أهمية إعادة تشكيل وتدريب واستعادة قوات الأمن الصومالية مرحبين باقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بعقد شراكة مع الحكومة الصومالية والأممالمتحدة وبعثة قوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي بالصومال والشركاء الدوليين لتطوير برنامج مساعدة لإعادة بناء قوات الأمن الصومالية. ورحب القادة في الوثيقة الختامية بجهود دول الحركة وغيرها من الدول لنشر سفنهم الحربية في المياه الإقليمية للصومال وخليج عدن للمساعدة على مكافحة القرصنة. وفيما يتعلق بالوضع في السودان اشاد القادة بالاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد وأصدقائها في جهودهم التي نتج عنها اتفاق سلام شامل فى السودان والذي وقع في يناير2005.ويرحب القادة بالتوقيع على اتفاق السلام الخاص بدارفور في أبوجا بنيجيريا لعام 2006 الذي يعد خطوة تاريخية نحو سلام دائم في دارفور مشيدين بدور الاتحاد الأفريقي الريادي في جهود تحقيق سلام دائم والاستقرار في إقليم دارفور. وأعرب قادة الحركة عن ارتياحهم للجهود المستمرة لحكومة السودان والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة لإحياء العملية السياسية لتحقيق سلام دائم في دارفور وفي هذا الإطار يعبرون عن قلقهم العميق للتحرك الأخير للمحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذى يعد تحركا خطيرا يمكن أن يقوض الجهود المستمرة التي تهدف إلى تسهيل قرار مبكر عن النزاع في دارفور ودعم سلام دائم ومصالحة في السودان. وفيما يتعلق بجيبوتي وإرتريا تشير الوثيقة إلى أهمية مراعاة مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل والتعاون الإقليمي، معبرين عن قلقهم عما حدث بين الجارتين جيبوتي وإرتريا ويطالبون الدولتين باللجوء إلى الطرق الدبلوماسية والسلمية الثنائية والجماعية والتعامل مع قرار مجلس الأمن رقم 1862 لعام 2009 لحل الخلافات فيما بينهما.وانطلقت صباح امس اجتماعات وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز لمدة يومين فى منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر للتحضير لاجتماعات القمة الخامسة عشرة لزعماء دول الحركة التي تعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين.وترأس وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وفد بلاده في الاجتماع. وبدأت الجلسة الافتتاحية للاجتماع بكلمة وزير خارجية كوبا ادواردو بارييلا بصفة بلاده رئيس الدورة الرابعة عشرة لقمة عدم الانحياز حيث عرض الخطوات التى قامت بها بلاده والحركة خلال السنوات الثلاث الماضية. وعقب ذلك تسلم وزير الخارجية المصري رئاسة الاجتماع الوزاري من وزير خارجية كوبا الذي وجه اليه ولمصر التهنئة على تسلم الرئاسة.. وألقى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط كلمة أمام الجلسة الافتتاحية عقب تسلمه رئاسة الحركة ،حيث رحب بالوفود المشاركة في القمة بمدينة "شرم الشيخ،مدينة السلام" وهي القمة التي تستضيفها مصر بعد مرور نحو نصف قرن على استضافتها للقمة الثانية للحركة عام 1964. وأكد أبو الغيط على تعزيز آلية التنسيق المشترك بين الحركة ومجموعة ال 77 والصين من أجل صياغة مقترحات عملية لاعادة قضية التنمية مرة أخرى الى رأس أولويات عمل الأممالمتحدة مشيرا الى أن مصر ترى فى هذا الخصوص أنه من غير المقبول أن تظل القارة الأفريقية بعيدة عن تحقيق أهداف الألفية الإنمائية رغم عدم افتقار المجتمع الدولي للموارد البشرية والطبيعية المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف . وكان وزير الخارجية المصري التقى نظيره الإيراني منوشهر متكي الذي يشارك في القمة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ان أبو الغيط عقد اجتماعا إلى متكي دون أن تشير الى فحوى المباحثات.