يحمل الدين الإسلامي حقيقة منهجاً للتعامل البشري ليس بين الفرد والفرد فقط بل وبين المجتمع والآخر وأصحاب الديانات المختلفة والمصالح المختلفة او المشتركة .. باختصار يحمل منهج حياة متكاملة للبشرية.. ومع ذلك للأسف ورغم تدريس مواد الدين في مدارسنا السعودية وايضاً كثرة المساجد والتوجيه الديني داخل الأسرة إلا أن الكثير من مخرجات تلك المؤسسات التربوية تفشل في استحضار تنفيذ تلك المنهجية في تعاملاتها اليومية مع الآخر .. والآخر هنا ليس عدواً فعلياً او مصطنعاً .. أبداً بل هو جار او زميل او قريب وربما يكون عضواً من نفس الأسرة الواحدة..؟؟ نركز على تعليم العبادات وننسى للأسف اضافة منهج التعاملات رغم أهميته..؟ الأكيد انني اهتم مع غيري بأن يتعلم ابناؤنا الأسس الأولية في العبادات مثل الصلاة او الصوم او الزكاة وخلافها ولكن ايضاً الواقع يؤكد حاجة ابنائنا لتعلم التعامل الإسلامي مع بعضهم.. ارتفاع نسبة التعاطي مع الكذب أو الغش أو الرشوة لن تأتي حلولها من تأكيد حرمتها لأن الجميع يعرف ذلك..؟ بل من احلال قيم توجه سلوك ابنائنا وفق رؤية دينية تحاكي لغة هؤلاء الشباب وترتقي بمفاهيمهم لكل ذلك.. الأشكال اننا للأسف كآباء وامهات وايضا كمربين وعلماء نكثر من استخدام كلمة حرام وعيب ..؟ مع انه يمكننا توجيههم نحو الحلال ونحو الصحيح والمرغوب بطريقة القدوة احيانا والتعليم والتثقيف احيانا أخرى.. معلم العلوم يمكنه ترسيخ الإيمان في وجدان ابنائنا اكثر من واعظ يعلو صوته بالعبارة الانشائية على سبيل المثال.. ايضاً استاذ الرياضة يمكن ان يرسخ قيمة التعاون بين اعضاء الفريق ..واستاذ الدين يمكنه ان يكرس آلاف القيم الايجابية مثل الحب والتسامح والقوة الايجابية والتعاون والامانة والصدق والحفاظ على الممتلكات العامة والانتماء الوطني دون ان يرتكز على مفردة التحريم فقط بل الارتكاز على ذراع الحلال وهو الاعم في ديننا والاشمل.. باختصار نريد من المنهج عموما ومنهج الدين على وجه الخصوص إعادة المحتوى بحيث يشتمل على التعاملات الإنسانية بمنظور اسلامي يرتقي بالطلبة ويحول فكرهم الى المسار السليم لن نقلل من العنف او الغش بالتحريم ولكن بتربية وجدان هؤلاء من صغرهم على القيم الاسلامية عملا وليس قولا... احياناً ولعل الكثير من الآباء والامهات يشتركون معي في تلك الملاحظة نجد صغارنا تتغير بعض قيمهم ومفرداتهم اليومية بمجرد دخولهم المدرسة التي نريد ان تضيف لهم الاجمل وليس العكس.. لا أريد ان القي على المدرسة كل الثقل فالأسرة ايضا تشارك في المسئولية ولكن اريد منهجاً دينياً يشارك في تثقيفهم سلوكيا وليس تلقينهم العبادات كما لو كانت ممارسات يومية لايتبعها سلوك وتؤطرها قيم جميلة ان لم نعمل بها فليس لصلاتنا او صيامنا تاثيره الذي اراده ربنا عز وجل.. اعتقد ان واقعنا الاجتماعي اليوم يؤكد حاجتنا الى تكريس قيمنا الاسلامية عبر اكثر من مسار اهمها المدرسة والاسرة..