في المنهج الديني داخل مدارسنا مازلنا نعلّم صغارنا وشبابنا أصول العبادات متناسين أصول التعاملات.. تعليم أصول الدين مطلوب وأيضاً تعليم أصول التعاملات مطلوب بنفس القوة..؟؟ لا أعتقد أن الطفل مطلوب منه أن يعرف زكاة الابل والشياه قدر حاجته كمسلم لأن يعرف الصدق في العمل والتعامل.. رائع لو ارتقت لغة الثقافة الإسلامية داخل المنهج المدرسي لتصل لوجدان الطالب وليس مناطق الحفظ في عقل الطالب الذي يلقي بها في سلة مهملات الذاكرة بمجرد الانتهاء من الامتحان.. تعليم أبنائنا التعاملات وفق الثقافة الإسلامية بات أمراً ملحاً للصالح العام والخاص.. أحد الشواهد التي نعاني منها وتشكل معوقاً إدارياً أن بعض الموظفين تختلط المفاهيم لديه بشكل خطير ويمثل غالباً مرتكزاً للفساد الإداري والمالي.. فيما هو درس التعاليم الإسلامية طوال سنوات دراسته في التعليم العام والجامعي..؟؟ أيضاً بعضنا يتخرج في جامعته وهو يعتقد أن أداء العبادات منفصل تماماً عن تعاملاته في العقاب والثواب..؟ البعض لا يترك صلاة فريضة أو نافلة دون أدائها بفضل الله ولكنه للأسف لا يجد سبباً في لطف التعامل مع أبنائه وزوجته بل وأحياناً مع أمه..؟؟ بعض النساء لا تترك وقتاً دون أداء صلاتها ولا تجد بأساً في إطلاق قاذفاتها على كل من تعرفه هجاءً لا يخلو من الهمز واللمز.. بل ولا تجد بأساً في إلقاء أطفال زوجها من منزلهم إن كانت تمثل رقماً ثانياً أو حتى رابعاً وإن كانت تصوم الفرائض والنوافل..؟؟ لا أريد أن أطرح نماذج تحكي عمق خطورة ذلك ضمن العمل المؤسسي العام والخاص، وإن كنت أجده أكثر خطورة في القطاع العام لضعف الرقابة وكثرة المتوفر من المال.. العودة لمتن المنهج الديني وتبيان فضل التعاملات بين الناس لن يحلا مشكلة واحدة بل سيؤسسان لمنهج تعامل كامل داخل المجتمع، سيعيدان الموضوعية في التعامل بين الرجل والمرأة، أيضاً سيرفعان من معدل الأمانة داخل الأجهزة الحكومية، وسيخففان من معوقات التنمية التي تشكل أحياناً معضلة لمن يعتقد أن السرعة تكتيك لابد من الأخذ به قبل أن تخرج عربة قطارنا عن مسار السرعة عند جيراننا.. أيضاً سيكون ذلك سبباً بعد الله في ضعف تسرب الأموال العامة، ولن يجد أبناؤنا لغة الانتحار سبباً في دخول الجنة.. إشكالية الجفاف في التعامل والبعد عن روح الإسلام في علاقاتنا وأعمالنا إشكالية مطلوب من المنهج التعليمي التصدي لها عملياً عبر الكتاب وتأهيل المعلم وتفعيل النشاط اللامنهجي.. نريد فعلاً استثمار لغة التسامح والعمل والإبداع والإنتاج والتمكين للإنسان في ثقافتنا الإسلامية دون أن نضطر لاستيرادها من الثقافة الغربية..