يعاني الكثير من موظفي وموظفات بند الأجور في مختلف مناطق المملكة، أولئك الذين أضناهم السعي وراء الحصول على التثبيت الوظيفي الذي يؤمّن لهم الاستقرار الوظيفي والحياتي، فقد أعياهم الركض خلف الخطابات والنداءات التي تناشد المسئولين لإقرار تثبيتهم الوظيفي، الذي طال كل القطاعات الحكومية إلا هم، آملين أن يشملهم أيضاً حتى يتسنى لهم ممارسة حقوقهم في بناء حياة أسرية واجتماعية مستقرة. تفاصيل المعاناة في البداية، تساءل الموظف راجح بن حسين علي في وزارة العدل على مضض عن أسباب توظيفه على بند موظفي الأجور 105 على الرغم من أن قرار تعيينه صدر بعد أمر ما يسمى ب "موظفي ما بعد الأمر السامي"، مشيراً إلى أنه تم إشعاره من قبل مسئول الدائرة التي يتبع لها بأنه "الترسيم" سيتم بعد سنة واحدة فقط من المباشرة، مبيناً أن راتبه الحالي 1725 ريال وبدون راتب تقاعدي، وعلاوة سنوية، إلى جانب عدم احتساب الخدمة في التأمينات الاجتماعية. وقال: بعد مضي أكثر من سنتين ونصف السنة من تاريخ التعيين أفادت وزارة العدل بأن أوراق التثبيت تم الرفع بها إلى وزارة الخدمة المدنية، وأنها رفضت الموافقة عليها، معللة ذلك إلى أن القرار لا يشمل من تم تعينهم بعد تعميم معالي وزير الخدمة المدنية رقم (18/1002) وتاريخ 24/10/1426ه المبني على الأمر السامي الكريم رقم (8422 / م ب) وتاريخ 25/6/1426ه القاضي بتثبيت جميع موظفي البنود. وأضاف: لقد "مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ " خصوصاً في ظل غلاء الأسعار وارتفاع المعيشة والإيجارات وتدنِّي رواتبنا التي لا نستطيع من خلالها الوفاء بالمتطلبات الأساسية لأسرنا ما سبب لنا مشاكل أسرية واجتماعية لا حصر لها". ويوافقه الرأي، الموظف بندر بن مبارك الدوسري، مؤكداً على أنه منذ أربع سنوات وهو يعمل بمركز المعلومات والحاسب الآلي في إدارة التربية والتعليم للبنات في الإحساء ولم يترسم حتى الآن، منوهاً بأنه لا توجد لديهم أية إجازات سواء اعتيادية أو استثنائية، بالرغم من عدم احتساب الراتب خلال الإجازات الأسبوعية والأعياد. وتابع: كما أننا محرومون من العلاوة السنوية في الراتب، وخدمتنا غير محسوبة لأننا لسنا مسجلين في التأمينات الاجتماعية، وسنوات عمرنا تذهب سدى في ظل زيادة الأسعار والغلاء المعيشي الراهن. أنين الموظفات وتروي الإدارية شمس موظفة على بند الأجور منذ قرابة 6 سنوات قصة معاناتها الكبيرة مع هذا البند، مبينة أن مرتبها لا يتجاوز 2300 ريال، وأنه يشمل الإجازات المرضية وغيرها، مؤكدة على أن ظروفها الصعبة كانت تجبرها أحياناً على الدوام وهي مرهقة ومريضة خشية أن يحسم من راتبها الضئيل بعد تغيبها لظروفها الصحية، منوهة بأنها يتيمة الأب وتساعد أهلها على مصروفهم اليومي. وطالبت الجهات المعنية بضرورة النظر في وضعها ووضع حد لمعاناتها وزملائها من موظفين وموظفات بند الأجور، وأن يتم "ترسيمهم" أسوة بغيرهم. وتحدثت ل(الرياض) الموظفة نورة عبدالله الدوسري بغضب شديد إزاء عدم تثبيتها على وظيفة رسمية على الرغم من أنها تعمل الآن كمديرة لشؤون الطالبات في كلية التربية الأقسام العلمية بالخرج. وتساءلت بأي حق يتم مساواة راتبي مع راتب المستخدمة التي تعمل لدينا في الكلية، خصوصاً وأنني أعمل بكل جد وإخلاص دون كلل أو ملل وقد يستمر عملي حتى وقت متأخر من الليل؟!، أين الحقوق؟ وكيف نحصل عليها؟. نداء.. بالأناشيد! تعددت طرق تعبير هؤلاء الموظفين عن معاناتهم، فمن الكتابة المكثفة في المنتديات الالكترونية، إلى مراسلة المسئولين، وكذلك وسائل أخرى كان من أهمها تصميمات الكترونية، وتنفيذ أنشودة خاصة صممها البعض وأنشدها آخرون يناشدون فيها المسئولين لرفع المعاناة وإقرار الترسيم. ويؤكد بدر جديع العنزي موظف في إدارة التربية والتعليم للبنات بمنطقة تبوك منذ خمس سنوات على أنه كان يداوم في الإدارة مع أحد زملائه بعد انتهاء عقده دون أن يستلم أي مردود أو مقابل مادي، ليثبت جديته وحاجته الماسة إلى وظيفة تغنيه عن الحاجة وسؤال الآخرين. وقال بالرغم من أن راتبي لا يتجاوز ألفي ريال، إلا أنني لم آخذ إجازة منذ ثلاث سنوات خوفاً من أن تؤثر على تجديد عقدي، مضيفاً «هل تعلمون أنه لا يصرف لنا رواتب في إجازتي رمضان وعيد الأضحى وكأننا لسنا بمسلمين، هل يرضى المسئولون بحالنا هذه؟!». إلى ذلك، أبدت الموظفة هيفاء محمد أسفها من إجهاض مشرفي منتدى وزارة التربية والتعليم حملة مطالبة تثبيتهم على وظائف رسمية، وذلك بحذف أي موضوع يتعلق بالحملة، وإيقاف عضويتنا لمجرد مطالبتنا بحقوقنا!