أكد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى أن العلاقات السورية الأمريكية تشهد تطورا كبيرا بعد الاتصالات التي جرت بين البلدين منذ تجديد العقوبات الأمريكية الأخيرة، وقال في تصريحات صحافية إن بلاده صعقت عندما قرر الرئيس الأمريكي تجديد العقوبات الاقتصادية على سوريا لكن العلاقات تتطور منذ ذلك الحين، منوها إلى أن العلاقات اصبحت مختلفة مستشهدا في هذا السياق بدعوة الرئيس بشار الأسد الرئيس أوباما لزيارة سوريا. ومع أن مصطفى انتقد تجديد العقوبات وغمز من قناة أميركا لإيفادها نائب الرئيس جو بايدن إلى لبنان، إلا أنه تحدث بإيجابية عن سياسة أوباما في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على إيجابية الدور السوري في المنطقة. وأضاف أن حكومته لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف في المنطقة، وأنها تحاول إقناع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باتخاذ مواقف معتدلة، وأنها تريد تسهيل الانسحاب العسكري الأميركي من العراق. وأشاد مصطفى بقرار واشنطن التحاور مع إيران، وأعلن أن سوريا أبلغت أميركا أنه عندما تقرر التحاور مع إيران "فإننا مستعدون لأن نلعب دورا، ولو صغيرا، لتسهيل ذلك". وعن المفاوضات مع إسرائيل، قال مصطفى إن سوريا مستعدة للتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل مقابل استعادة هضبة الجولان المحتلة، مكررا الموقف السوري بأن السلام الحقيقي لن يتحقق إذا لم يكن شاملا. وعن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي رعتها تركيا، قال إنها أحرزت تقدما كبيرا، وكشف أنه تم التوصل إلى تفاهم عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على التزام خطي من كل من سوريا وإسرائيل يعطى وديعة لاردوغان (مماثلة لوديعة رابين الشهيرة للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عن استعداد إسرائيل للانسحاب من الجولان) ويقضي بأن تلزم إسرائيل نفسها الانسحاب الكامل من الجولان في مقابل تحديد سوريا الالتزامات التي ستنفذها على الحدود وغيرها من الالتزامات. وأضاف مصطفى أن سوريا سلمت اردوغان ورقة خطية بهذا الالتزام، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت زار تركيا وأبلغ اردوغان قبل نهاية ولايته أنه غير قادر على أن يقدم مثل هذه الوديعة الخطية له في شأن الانسحاب من الجولان.