ذكرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل بعثت مؤخراً برسائل حادة في لهجتها للإدارة الأمريكية ولدول أخرى، عقب الأحداث الأخيرة في إيران. وقالت في رسائلها انه آن الأوان للاستعداد لفشل الحوار الإيراني – الغربي. وطالبت بإعداد خطة بديلة تحتوي على عقوبات إضافية ضد إيران، وخطوات أخرى. وتم نقل الرسائل الإسرائيلية للبيت الأبيض ولوزارة الخارجية، ودوائر المخابرات في مناسبات متعددة، عبر عدد من المسؤولين الإسرائيليين. وعلمت "هآرتس" أن رسائل مشابهه نُقلت لعدد من المسؤولين الكبار في المانيا، وروسيا، وفرنسا، واليابان. وكانت إدارة أوباما قد صرحت مرات عديدة عن رغبتها بفتح حوار بين إيران والغرب حول مشروعها النووي، غير أن طهران لم ترد حتى الآن. وأكد كبار المسؤولين الإسرائيليين للجانب الأمريكي أنه بقدر التزام الأمريكيين بفرض عقوبات على طهران بحسب تأكيداتهم سابقاً، يجب العمل على بلورتها فوراً استعداداً لما قد يحدث. وذكر مصدر سياسي إسرائيلي أن "رسائل إسرائيل جاءت ملائمة للوضع الجديد الذي نشأ عقب الاضطرابات في إيران. ويجب أن نوضح موقفنا الآن لتفادي أي ارتباك قد يحصل بشأن موقفنا". وقال مصدر سياسي رفيع أنه قبل الاضطرابات الأخيرة كان هناك تقدير بسيط في إسرائيل باحتمال نجاح الحوار الأمريكي الإيراني، غير أن الصور تغيرت مؤخراً فعلى ضوء رغبة معسكر المحافظين في إيران في تدعيم سلطتهم، ترى المخابرات الإسرائيلية بان احتمال فتح حوار معها أصبح ضعيفاً، وأضاف " على ضوء هذا الواقع الجديد في إيران هناك استعداد دولي لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد النظام في إيران". ولتبادل الرسائل بين إسرائيل والإدارة الأمريكية دلالتان، ايجابية وسلبية. الجانب الايجابي هو استئناف الحوار بين الدولتين فيما يتعلق بالشأن الإيراني، بعد انقطاع جزئي دام أكثر من ستة أشهر. أما الجانب السلبي فهو القلق الذي يسود إسرائيل ودولا أوروبية مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا لعدم وجود خطة بديلة تساند خطة الحوار الأمريكية في حال فشلها. وأبلغ الأمريكيون نظراءهم في إسرائيل انهم يدركون الإحباط الذي اعترى أوروبا وإسرائيل وعددا من الدول العربية عقب سياسة الحوار هذه. وكشفوا عن توقعهم بان هذه الخطة لن تعطي النتائج المرجوة. ولكن إذا ما بدأوا بمناقشة خطة بديلة وعقوبات إضافية فان هذا الأمر سيوحي للإيرانيين بان اوباما ليس جاداً فيما يقول. الى ذلك لم تعلق إسرائيل امس على إشارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن لن تقف عائقا أمام هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الأمريكية بثت الأحد إن الولاياتالمتحدة ليست في وضع يمكنها من أن تملي على أي دولة ذات سيادة ما يمكن وما لا يمكن أن تفعله. وأضاف أن إسرائيل يمكنها أن تتخذ بنفسها مثل هذه القرارات ، التي ترى أنها الأفضل لمصلحتها، مثيرا بذلك شكوكا في أن هذا يعني "ضوءا أخضر" في حال قررت إسرائيل توجيه ضربة لإيران. ورفض مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، التعليق لدى سؤاله حول هذا الامر، مكتفيا بالقول "لا أرغب في إعطاء أي تفسيرات". ومع هذا، علق مسؤولون إسرائيليون اشترطوا عدم ذكر اسمهم في وسائل الإعلام المحلية. وقال مسؤول حكومي بارز لصحيفة "إسرائيل حايوم" اليومية المؤيدة لنتنياهو: "هناك تفاهمات سرية بين إسرائيل وإدارة أوباما تتعلق بخيارات إسرائيل في مواجهة إيران". بينما فسر بعض المراقبين تصريحات بايدن بأنها تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل ، أشار آخرون أنها ربما تكون جزءا من حرب نفسية منسقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل ، تهدف لزيادة الضغط على طهران ، وربما حتى للتأثير على التطورات المحلية هناك.