إن سيكولوجية البشت ذلك اللباس الجميل في الماضي حتى وقتنا الحاضر، هذا الملبوس له دلالة رمزية، فهو دليل المشيخة والمكانة الاجتماعية ويرتديه الرجال في الأفراح والمناسبات أو الزواج، حيث يلبسه المعرس ليلة زفافه، فيقال له (عشت ولبست البشت)، ولهذا كانت له أهمية في حياتنا مما حدا جميع أبناء الجزيرة والخليج إعطاءه أهمية في الإناقة وخصوصية ثقافية وفكرية ووجاهة ومن نوادرنا قولنا هذا (البشت على رجال) عندما نكتشف شخصية وهيبة لابس البشت إضافة إلى بشت الوبر الذي يحفظ لابسه من البرد. ويعتبر البشت ميراثاً ورثناه من أجدادنا وأبائنا وليس تقليداً أعمى لدى أبناء مجلس التعاون الخليجي فسيكولوجية خاصة في شخصية لابسه وإعطائه لمسة إسلامية عربية خليجية لكل تعاملاتنا وجوانبنا الحياتية منها الرسمية أو غيرها. ومن الحكايات الطريفة التي تروى حول الشاعر عبدالله اللويحان أن رجلاً يكنى أبو علي اشترى بشتاً من اللويحان بأربعة وعشرين ريالاً وأعطاه من الثمن أربعة ريالات فأما الباقي كلما طالبه اللويحان وعد بسداده دون أن يفي بوعده فقال اللويحان هذه الأبيات مطالباً الرجل بحقه: أوي والله خطية ظاهر.. يا بوعليان أكلت بشتي وأنا أحسبك رفيق لي وغالي يوم المداخيل يا زينك تشعشع يا كحيلان وصلت منه أربعة مير الفخر عند التوالي ان جيت أبطلبك حقي قلت مهلة يا اللويحان أبا ألبس البشت والبيزات أبوّكلها عيالي برقت والا قليل المال للديان سلطان إن جيت ابشكيه قال الفقر شف بابه قبالي أما صاحب البشت أبو علي عندما سمع الأبيات أوصلها إلى صديقه الشاعر المشهور سليمان بن شريم وطلب منه أن يساعده بالرد عليها فقال ابن شريم على لسانه: دينتني صمط بشت بايد مع كل ما كان لو هو عطا منك يا ريف النضا ما هو بغالي والله لو انه حضرني يوم تطلبني سليمان اني لاخلصك مخلاص الرجال من الرجالي أترك رفيق الضحى وأنت أول الغارة مسيان سايوس قومٍ تدور زلة الصهر الموالي