من مظاهر العيد قديماً والتي أخذت بالتلاشي، ونرجو أن تعود، هي أكلة العيد، أو ما تسمى بالعامية (لقمة العيد). وهي أكلةٌ تقدم بعد صلاة العيد مباشرةً. خاصةً في القرى وكذلك المدن. يجتمعُ عليها أهلُ الحي والجيران في الشوارع والطرقات. وتتكون من أكلات شعبية. مثل: القرصان، والجريش والتمن، والدخن وغيره. وهذا قديماً طبعاً. وهذه الأكلة يحسب لها ألف حساب، لحاجة الناس إلى الطعام في وقتٍ مضى. يقال بأن هناك رجلٌ من أهل المستجدة كان حريصاً كل الحرص على حضور أكلة العيد. ولذلك ذهب مسرعاً إلى قريةٍ قريبة من المستجدة ليأكل من أعيادهم ثم يرجع ويأكل من عيد بلدته المستجدة. ولكنه حصل له ما حصل في الطريق فعندما وصل هذه القرية وجد أهلها قد أكلوا أكلة العيد. فرجع مسرعاً إلى المستجدة لكنه وجد أهلها كذلك قد أكلوا أكلة العيد. فلم يظفر بشيء من هذا وذاك. ولذلك سمي (معايد القريتين). وصار مثلاً يضرب ركبه الشعراء.فمنهم من قال: غديت مثل معايد القريتيني لا صاد خير ولا سلم من ملامة وهذا يدلُ على أن الرزق لا يأتي بكثرة الحرص. ولذلك يقول الشاعر عبدالله اللويحان: الرزق من عند الولي بالتساهيل ماهوب بالقوة ولابالشطارة ويقول الشاعر حجرف الذويبي: أنا رزق غيري يا ملا ما يجيني ورزقي يجي لو كل حي يحايله ويقول المثل الشعبي، (لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش). والشاعر الكبير سليمان بن ناصر بن شريم رحمه الله كان بينه وبين الشاعر والراوي والمؤلف منديل بن محمد بن فهيد رحمه الله صداقةً حميمة وقد أرسل ابن شريم رسالةً إلى منديل وقد تأخر منديل بالرد عليها لسببٍ لا نعرفه. فقال الشاعر سليمان بن شريم: إلى صد الرفيق اللي توده فلا تشفق ترى ما هوب وده ترى مارية المقفي إلى أقفا من اسهل ما تعرض له يرده ولكنه يجازا مثل فعله ولو كان اقرب الجدان جده جزا الاقفاي بالاقفاي مثله ولا تتبع هواه ولا ترده فأجاب الشاعر منديل معتذراً ومبيناً السبب بقوله: هلا بالخط واللي لي يمده سلام ما حصي كثره وعده انا ان سايلت عنكم قيل غايب منعت كتابكم ماهوب صده على نصحي فلا ياجب عتابي عذبت معايد بالمستجده ترى للحلم هو والعلم عاده ولا رد الجمل راسه البده اليا صار الخطا منا تشيله عط الجاهل من الابدان قده أقول رحمك الله يا منديل بن فهيد. فإنك لستُ بجاهل. ولكن التواضع والتأدب مع من يستحق التأدب قلت: (عط الجاهل من الابدان قده) رحم الله ابن شريم وابن فهيد وأموات المسلمين. وإلى لقاء قادم إن شاء الله وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.