سعادة/ رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ تركي بن عبدالله السديري سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أما بعد: لا يخفى عليكم مانشر عبر صحيفتكم الموقرة يوم الأحد الموافق 6/رجب/1430ه العدد رقم (14980) من خلال زاوية الأستاذ محمد علوان تحت عنوان زواج الإقلاع والتي علق عبرها على الحملة التي أطلقتها الجمعية تحت شعار «عليك الإقلاع وعلينا الزواج» ونرفق لكم تعليقاً عليها نأمل نشره في أقرب فرصة. قال الكاتب: (هذه الأيام انتشر إعلان في مدينة الرياض ولا أعلم عن المدن الأخرى والقرى والهجر هل تفشى فيها مثل هذا الإعلان أم هي تنتظر؟ وفكرة هذا الإعلان أن تقوم بالإقلاع عن التدخين ونحن نقوم بتزويجك، هذا الذي فهمته من فحوى هذا الإعلان الذي يجعل المرأة مكافأة وهي مكافأة مجزية إذا أنت أيها المواطن الذكر أقلعت عن التدخين وحيث إن الاختلاط ممنوع حتى في الإعلان لم يذكر جائزة المرأة التي تدخن واعتقد أنهن يدخنّ من الحريق الذي طالهن بمثل هذه الكيفية). للأسف عندما أطلقت الجمعية هذه الحملة وكما روى الكاتب عن انتشارها في الرياض فإن رسالتها كانت واضحة وجلية وهي تحفيز المدخن الذي يرغب في الزواج على الإقلاع وقد استهدفت الجمعية بالحملة في هذه الفترة الجموع الكبيرة من الشباب الذين يقبلون على الزواج في العطلة الصيفية الأمر الذي يعزز نجاحها ولو يعلم الكاتب الإشادات التي أتت للجمعية من السيدات أنفسهن حول هذه الحملة لاختار عنوانا آخر ومادة أخرى لزاويته هذا إن لم يتفرغ للإشادة بالحملة وواصل الكاتب:(كان الأحرى بهذه الجمعية أو الجهة أن تعلن عن مكافأة اشتراك سنة في أحد الأندية التي تهتم بالرياضة أن تقوم بالاشتراك المجاني لتلك المراكز التي تقدم غداء جيداً.. أن تقوم بتدريبه للحصول على عمل يؤهله وينتشله من المقاهي التي تقتات على صحته ونقوده القليلة.. أن تنقذه ممن يتربص به من أصحاب المخدرات الدنيوية والمخدرات الإرهابية). تقوم الجمعية بناء على برامجها وخططها التوعوية بدراسة الزمان والمكان المناسبين قبل القدوم في تنفيذ أي حملة توعوية وسبق لها ان طرحت فكرة الاشتراك في الأندية الرياضية بل تعدت ابعد من ذلك وتدرس الآن اقامة نادي رياضي يعزز برامجها العلاجية والتوعية للمدخنين ويشجع الشباب على الإقبال على خدماتها - فمثلاً - قامت الجمعية خلال موسم الحج بإطلاق حملة عليك الإقلاع وعلينا الحج فهل تفسر ان الجمعية ساوت بين الحج كشعيرة عظيمة والسيجارة كشيء منبوذ ولماذا لم ينبري بعض الكتاب لحملة الحج؟ مثلما فعل البعض وفسر بأن الجمعية وضعت المرأة في كفة السيجارة عندما جعلتها ثمناً ومكافأة للإقلاع وتساءل الكاتب قائلاًَ: (ولو قدر الله أن تزوج بهذه المكافأة ولم يتم التوافق بينهما أو عاد إلى التدخين هل تسحب منه المكافأة؟). برأينا أن الأمر أكبر من ان يختزله الكاتب في هذا الإطار الضيق فالحملة وقبل إطلاقها قامت الجمعية بدراسة معمقة لها وما يمكن ان تحققه من صدى من خلال لفت النظر لهذه الآفة ومدى خطورتها الأمر الذي جعلها تستحق حملة بهذا الحجم ولم نكن لنفكر في ان المدخن اذا عاد للتدخين هل ستسحب منه المكافأة أم لا؟ لأن مجرد التفكير في هذا الجانب يعني ان الجمعية لا تسير في إطار عملي ومؤسسي. الجمعية رصدت ميزانية محددة لحملة محددة وفقاً لمعايير محددة وهناك لجنة ستقوم في النهاية بتقييم الحملة ورصد التجربة ولكن ولله الحمد شعرنا مبدئياً بملامح النجاح رغم بعض الانتقادات التي نتقبلها بصدر رحب رغم أنها في نظرنا بنيت في الغالب على رأي متسرع أو مندفع بروح العاطفة دون الوقوف والإلمام بفكرة الحملة كاملة وأبعادها. ويواصل الكاتب:(إن الشعوب التي تمثل العلم والرؤية الواضحة وغير الضبابية مسلكها والتي تدرك أن المرأة هي الأرض والحنان والمحبة وليست مكافأة للإقلاع أو الهبوط هي الشعوب التي تستحق أن نتعلم منها). من الذي قال إن الجمعية وضعت المرأة في موضع المكافأة ثمناً للإقلاع فهذا محض افتراء على الجمعية وهل يعلم الكاتب أن عشرات السيدات يتصلن بالجمعية يعانين من مشاكل أسرية مع أزواجهن وأبنائهن بسبب التدخين؟ وهل يعلم الكاتب أن الكثير من زوجات المدخنين يطلبن من أزواجهن عدم التدخين بالصباح حتى لا تتأثر ملابسهن بتلك الرائحة وهن ذاهبات للدوام وهناك الكثير من المآسي التي تتعرض لها النساء بسبب تدخين أزواجهن أو ذويهن ولو نظرنا بعين الفاحص لوجدنا أن أكبر مكافأة حصلت عليها المرأة من خلال هذه الحملة هو أن تتزوج بزوج غير مدخن وهذه نعمة افتقدتها الكثير من الزوجات والنساء. ويواصل الكاتب ساخراً:(زواج الإقلاع هذا هو موضة جديدة لأن المرأة على هذا القياس لا تمثل إلا هاجساً آخر، فلنكرم المرأة بمحبتها واحترام آدميتها) بدلاً من زواج الإقلاع يمكن أن نسميه حياة زوجية بلا تدخين يسعد عبرها العروسين بحياة سعيدة خالية من التبغ وسمومه الفتاكة تنعكس هذه الحياة على الأبناء وبالتالي على المجتمع بشكل عام ووفقاً لهذا المنهج يمكن أن نحصل على مجتمعات وبيئات خالية من التبغ فالقضية ليست قضية مكافأة مقلع بزوجة بقدر ما أنها حملة توعوية تحمل بين طياتها رسالة بليغة عن أضرار التدخين على الحياة الزوجية ومن ثمَّ لاحقاً على الأسرة فالمجتمع. وهذه مناسبة لنوجه رسالة لكل كاتب بأن يفكر ألف مرة قبل أن يكتب وتنتشر رسالته بين آلاف القراء ويكون قد ملكهم عبرها معلومات قد تكون ناقصة أو مبتورة أو أنها لا تعبر عن الواقع. ونسأل الله أن يوفقنا لخدمة وطننا ومجتمعنا. * أمين عام الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين «نقاء»